الاثنين، 30 يناير 2012

عار عليك ياأمة المليار


                               يا أ مــــــــــة المليار

                                       
جئتُ إليك .. مثخناً بالطعنات والدماءْ


أزحف في معاطف القتلى، وفوق الجثث المكدّسة



منكسر السيف، مغبَّر الجبين والأعضاءْ.
.
عن ساعدي المقطوع.. وهو ما يزال ممسكاً بالراية المنكَّسة



عن صور الأطفال في الخوذات.. ملقاةً على الصحراء



عن جاريَ الذي يَهُمُّ بارتشاف الماء..


فيثقب الرصاصُ رأسَه .. في لحظة الملامسة !




عن الفم المحشوِّ بالرمال والدماء !!
.


عن وقفتي العزلاء بين السيف .. والجدارْ !



عن صرخة المرأة بين السَّبي. والفرارْ ؟



كيف حملتُ العار..





ثم مشيتُ ؟ دون أن اعذب نفسي ؟ ! دون أن أنهار ؟ !





ودون أن يسقط لحمي .. من غبار التربة المدنسة ؟ !



ياأمـــــــــــــــــــــتى.. باللهِ .. 


لا تغمضي عينيكِ، فالجرذان ..



تلعق من دمي حساءَها .. ولا أردُّها !


تكلمي ... لشدَّ ما أنا مُهان



لا اللَّيل يُخفي عورتي .. كلا ولا الجدران !



ولا اختبائي في الصحيفة التي أشدُّها ..


ولا احتمائي في سحائب الدخان !
.. 


تقفز حولي طفل واسع العينين .. عذب المشاكسة



( - كان يَقُصُّ لي.. ونحن في الخنادْق



فنغلق الأزرار في ستراتنا .. ونسند البنادقْ


وحين مات عَطَشاً في الصحَراء المشمسة ..


رايت الطفل و الشفاه اليابسة ..


وارتخت العينان !)



فأين أخفي وجهيَ المتَّهمَ المدان ؟



والضحكةَ الطروب : ضحكتهُ..



والوجهُ .. والغمازتانْ ! ؟
* * *
.
قيل ليَ "اخرسْ .."



فخرستُ .. وعميت .. ورفعت يدي للحنان المنان



ظللتُ في العبيد أحرس القطعان


أجتزُّ صوفَها ..


أردُّ نوقها ..



أنام في حظائر النسيان



طعاميَ : الكسرةُ .. والماءُ .. وبعض الثمرات اليابسة .


وها أنا في ساعة الطعانْ



ساعةَ أن تخاذل الكماةُ .. والرماةُ .. والفرسانْ


دُعيت للميدان !


أنا الذي ما ذقتُ لحمَ الضأن ..


أنا الذي لا حولَ لي أو شأن ..


أنا الذي أقصيت عن مجالس الفتيان ،


أدعى إلى الموت .. ولم أدع الى المجالسة !!


 امــــــــــــــــــــتى

.. تكلمي ..


فها أنا على التراب سائلٌ دمي


وهو ظمئُ .. يطلب المزيدا .


أسائل الصمتَ الذي يخنقني :


اين أمـــــــــتى                
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق