الخميس، 26 يناير 2012

قصة صالح سرية اول قائد لاول تنظيم جهادي في مصرجاء في كتاب: (فرسان تحت راية النبي) للدكتور أيمن الظواهري قضية الفنية العسكرية.. حيث بدأ تكون مجموعة الفنية العسكرية بوصول صالح سرية الى مصر، وبدأ في الاتصال برموز الاخوان من أمثال السيدة زينب الغزالي وحسن الهضيبي ونشط في تكوين مجموعات من الشباب وحثهم على وجوب التصدي للنظام الحاكم. ويقول ان صالح سرية كان محدثاً جذاباً ومثقفاً على درجة عالية من الاطلاع والمعرفة، وكان حاصلاً على درجة الدكتوراه في التربية من جامعة عين شمس، كما كان متضلعاً في عدد من العلوم الشرعية، وانه التقاه مرة واحدة أثناء احد المعسكرات الاسلامية في كلية الطب حين دعاه أحد المشاركين في المعسكر الى القاء كلمة في الشباب. و«بمجرد استماعي لكلمة هذا الزائر أدركت ان لكلامه وقعاً آخر، وانه يحمل معاني اوسع في وجوب نصرة الاسلام. وقررت ان أسعى للقاء هذا الزائر، ولكن كل محاولاتي للقائه لم تفلح». واتسعت المجموعة التي كونها صالح سرية واستطاعت ان تجند عدداً من طلاب الكلية الفنية العسكرية وعلى رأسهم كارم الأناضولي . «وبدأ الشباب يضغطون عى صالح سرية من اجل البدء في المواجهة، فوافق تحت ضغطهم على القيام بمحاولة لقلب نظام الحكم تتلخص في مهاجمة أفراد الجماعة لحرس بوابة الكلية الفنية في صمت لادخال عدد كبير من الشباب الى الكلية، ثم بعد ذلك الاستيلاء على الأسلحة والسيارات والمدرعات من الكلية الفنية العسكرية بمساعدة اخوانهم الطلبة داخل الكلية مستغلين صلاحياتهم كقادة مناوبين أثناء الليل، ثم التوجه بما حصلوا عليه الى مقر الاتحاد الاشتراكي لمهاجمة السادات وأركان حكمه أثناء اجتماعهم». ويقول الظواهري «لم تنجح محاولة الانقلاب لعدم مراعاتها للظروف الموضوعية للواقع ووجوب الاعداد الجيد له. فقد كانت تلك المحاولة تفتقر الى التدريب في جانب الشباب المكلف بالهجوم على حرس بوابة الكلية، كما ان الخطة كانت تمر بعنق زجاجة في اكثر من مرحلة. «ولكن المعنى الذي أود التأكيد عليه هو ان الحركة الاسلامية بعد ضربات عبد الناصر المتتالية أثبتت انها اكبر من أن تستأصل وأقوى من ان تدفع الى اليأس والعجز، فها هي الحركة الاسلامية تفرز جيلاً جديداً بعد سنوات قلائل من محنة 1965 تعود به الى ميدان الجهاد مرة أخرى شاهرة سلاحها في وجه النظام المعادي للاسلام والمتحالف مع أميركا هذه المرة». « وقال أثبتت هذه العملية ان الشباب المجاهد لا يفرق بين العهد الناصري الروسي القديم والعهد الساداتي الجديد، وانهما في العداء سواء». صالح سرية.. ورغم ان هذا لعملية قد اجهضت في بدايتها، إلا انها كان ارهاصا بالتغير الجديد في المسار العام للحركة الاسلامية، فقد قررت الحركة الاسلامية ان تحمل السلاح في وجه الحكومة، وحملته ـ بعد حملة البطش الناصرية ـ لتثبت للحكومة ان البطش لا يجدي معها ، وان ما ظنه اعوان عبد الناصر حملة اجتثاث للتيار الجهادي ـ في حملة 1965 ـ لم يكن إلا شرارة الانطلاق ، وسيقت المجموعة الى المحاكمة ، وحكم على صالح سرية وكارم الأناضولي وطلال الأنصاري بالاعدام . وبدأت الحكومة في مساومة الثلاثة على تقديم طلب للعفو الى رئيس الجمهورية، أما طلال الأنصاري فقد قدم طلباً للعفو حصل بسببه على تخفيف للحكم الى السجن المؤبد، أما صالح سرية وطلال الأنصاري فقد أبيا ذلك. وفي يوم من الأيام تجمع المساجين السياسيون حول صالح سرية في فناء سجن الاستئناف في احدى الفسحات القصيرة التي كان تسمح بها ادارة السجن له خلال حبسه الانفرادي المستمر، وألحوا عليه في تقديم طلب للعفو، فقال لهم في يقين المؤمن: وماذا يملك انور السادات من أمره حتى يملك ان يطيل في عمري شيئاً؟ ثم قال لهم: انظروا الى هذا السجن الكئيب، وهذا الطعام الرديء الذي يقدم فيه، والى هذه المراحيض المسدودة التي نفرغ فيها هذا الطعام. ان هذه هي الدنيا في حقيقتها، فلماذا نتمسك بها؟ وفي الزيارة الأخيرة قبل الاعدام جاءت زوجة صالح سرية ومعها أولادها التسعة لزيارته في السجن، فقال لها: اذا تقدمت بطلب للعفو فأنت طالقجاء في كتاب: (فرسان تحت راية النبي) للدكتور أيمن الظواهري قضية الفنية العسكرية.. حيث بدأ تكون مجموعة الفنية العسكرية بوصول صالح سرية الى مصر، وبدأ في الاتصال برموز الاخوان من أمثال السيدة زينب الغزالي وحسن الهضيبي ونشط في تكوين مجموعات من الشباب وحثهم على وجوب التصدي للنظام الحاكم. ويقول ان صالح سرية كان محدثاً جذاباً ومثقفاً على درجة عالية من الاطلاع والمعرفة، وكان حاصلاً على درجة الدكتوراه في التربية من جامعة عين شمس، كما كان متضلعاً في عدد من العلوم الشرعية، وانه التقاه مرة واحدة أثناء احد المعسكرات الاسلامية في كلية الطب حين دعاه أحد المشاركين في المعسكر الى القاء كلمة في الشباب. و«بمجرد استماعي لكلمة هذا الزائر أدركت ان لكلامه وقعاً آخر، وانه يحمل معاني اوسع في وجوب نصرة الاسلام. وقررت ان أسعى للقاء هذا الزائر، ولكن كل محاولاتي للقائه لم تفلح». واتسعت المجموعة التي كونها صالح سرية واستطاعت ان تجند عدداً من طلاب الكلية الفنية العسكرية وعلى رأسهم كارم الأناضولي . «وبدأ الشباب يضغطون عى صالح سرية من اجل البدء في المواجهة، فوافق تحت ضغطهم على القيام بمحاولة لقلب نظام الحكم تتلخص في مهاجمة أفراد الجماعة لحرس بوابة الكلية الفنية في صمت لادخال عدد كبير من الشباب الى الكلية، ثم بعد ذلك الاستيلاء على الأسلحة والسيارات والمدرعات من الكلية الفنية العسكرية بمساعدة اخوانهم الطلبة داخل الكلية مستغلين صلاحياتهم كقادة مناوبين أثناء الليل، ثم التوجه بما حصلوا عليه الى مقر الاتحاد الاشتراكي لمهاجمة السادات وأركان حكمه أثناء اجتماعهم». ويقول الظواهري «لم تنجح محاولة الانقلاب لعدم مراعاتها للظروف الموضوعية للواقع ووجوب الاعداد الجيد له. فقد كانت تلك المحاولة تفتقر الى التدريب في جانب الشباب المكلف بالهجوم على حرس بوابة الكلية، كما ان الخطة كانت تمر بعنق زجاجة في اكثر من مرحلة. «ولكن المعنى الذي أود التأكيد عليه هو ان الحركة الاسلامية بعد ضربات عبد الناصر المتتالية أثبتت انها اكبر من أن تستأصل وأقوى من ان تدفع الى اليأس والعجز، فها هي الحركة الاسلامية تفرز جيلاً جديداً بعد سنوات قلائل من محنة 1965 تعود به الى ميدان الجهاد مرة أخرى شاهرة سلاحها في وجه النظام المعادي للاسلام والمتحالف مع أميركا هذه المرة». « وقال أثبتت هذه العملية ان الشباب المجاهد لا يفرق بين العهد الناصري الروسي القديم والعهد الساداتي الجديد، وانهما في العداء سواء». صالح سرية.. ورغم ان هذا لعملية قد اجهضت في بدايتها، إلا انها كان ارهاصا بالتغير الجديد في المسار العام للحركة الاسلامية، فقد قررت الحركة الاسلامية ان تحمل السلاح في وجه الحكومة، وحملته ـ بعد حملة البطش الناصرية ـ لتثبت للحكومة ان البطش لا يجدي معها ، وان ما ظنه اعوان عبد الناصر حملة اجتثاث للتيار الجهادي ـ في حملة 1965 ـ لم يكن إلا شرارة الانطلاق ، وسيقت المجموعة الى المحاكمة ، وحكم على صالح سرية وكارم الأناضولي وطلال الأنصاري بالاعدام . وبدأت الحكومة في مساومة الثلاثة على تقديم طلب للعفو الى رئيس الجمهورية، أما طلال الأنصاري فقد قدم طلباً للعفو حصل بسببه على تخفيف للحكم الى السجن المؤبد، أما صالح سرية وطلال الأنصاري فقد أبيا ذلك. وفي يوم من الأيام تجمع المساجين السياسيون حول صالح سرية في فناء سجن الاستئناف في احدى الفسحات القصيرة التي كان تسمح بها ادارة السجن له خلال حبسه الانفرادي المستمر، وألحوا عليه في تقديم طلب للعفو، فقال لهم في يقين المؤمن: وماذا يملك انور السادات من أمره حتى يملك ان يطيل في عمري شيئاً؟ ثم قال لهم: انظروا الى هذا السجن الكئيب، وهذا الطعام الرديء الذي يقدم فيه، والى هذه المراحيض المسدودة التي نفرغ فيها هذا الطعام. ان هذه هي الدنيا في حقيقتها، فلماذا نتمسك بها؟ وفي الزيارة الأخيرة قبل الاعدام جاءت زوجة صالح سرية ومعها أولادها التسعة لزيارته في السجن، فقال لها: اذا تقدمت بطلب للعفو فأنت طالق

جاء في كتاب: (فرسان تحت راية النبي)
للدكتور أيمن الظواهري


قضية الفنية العسكرية..

حيث بدأ تكون مجموعة الفنية العسكرية بوصول صالح سرية الى مصر، وبدأ في الاتصال برموز الاخوان من أمثال السيدة زينب الغزالي وحسن الهضيبي ونشط في تكوين مجموعات من الشباب وحثهم على وجوب التصدي للنظام الحاكم.
ويقول ان صالح سرية كان محدثاً جذاباً ومثقفاً على درجة عالية من الاطلاع والمعرفة، وكان حاصلاً على درجة الدكتوراه في التربية من جامعة عين شمس، كما كان متضلعاً في عدد من العلوم الشرعية، وانه التقاه مرة واحدة أثناء احد المعسكرات الاسلامية في كلية الطب حين دعاه أحد المشاركين في المعسكر الى القاء كلمة في الشباب. و«بمجرد استماعي لكلمة هذا الزائر أدركت ان لكلامه وقعاً آخر، وانه يحمل معاني اوسع في وجوب نصرة الاسلام. وقررت ان أسعى للقاء هذا الزائر، ولكن كل محاولاتي للقائه لم تفلح».
واتسعت المجموعة التي كونها صالح سرية واستطاعت ان تجند عدداً من طلاب الكلية الفنية العسكرية وعلى رأسهم كارم الأناضولي .

«وبدأ الشباب يضغطون عى صالح سرية من اجل البدء في المواجهة، فوافق تحت ضغطهم على القيام بمحاولة لقلب نظام الحكم تتلخص في مهاجمة أفراد الجماعة لحرس بوابة الكلية الفنية في صمت لادخال عدد كبير من الشباب الى الكلية، ثم بعد ذلك الاستيلاء على الأسلحة والسيارات والمدرعات من الكلية الفنية العسكرية بمساعدة اخوانهم الطلبة داخل الكلية مستغلين صلاحياتهم كقادة مناوبين أثناء الليل، ثم التوجه بما حصلوا عليه الى مقر الاتحاد الاشتراكي لمهاجمة السادات وأركان حكمه أثناء اجتماعهم».
ويقول الظواهري «لم تنجح محاولة الانقلاب لعدم مراعاتها للظروف الموضوعية للواقع ووجوب الاعداد الجيد له. فقد كانت تلك المحاولة تفتقر الى التدريب في جانب الشباب المكلف بالهجوم على حرس بوابة الكلية، كما ان الخطة كانت تمر بعنق زجاجة في اكثر من مرحلة.
«ولكن المعنى الذي أود التأكيد عليه هو ان الحركة الاسلامية بعد ضربات عبد الناصر المتتالية أثبتت انها اكبر من أن تستأصل وأقوى من ان تدفع الى اليأس والعجز، فها هي الحركة الاسلامية تفرز جيلاً جديداً بعد سنوات قلائل من محنة 1965 تعود به الى ميدان الجهاد مرة أخرى شاهرة سلاحها في وجه النظام المعادي للاسلام والمتحالف مع أميركا هذه المرة».
« وقال أثبتت هذه العملية ان الشباب المجاهد لا يفرق بين العهد الناصري الروسي القديم والعهد الساداتي الجديد، وانهما في العداء سواء».

صالح سرية..

ورغم ان هذا لعملية قد اجهضت في بدايتها، إلا انها كان ارهاصا بالتغير الجديد في المسار العام للحركة الاسلامية، فقد قررت الحركة الاسلامية ان تحمل السلاح في وجه الحكومة، وحملته ـ بعد حملة البطش الناصرية ـ لتثبت للحكومة ان البطش لا يجدي معها ، وان ما ظنه اعوان عبد الناصر حملة اجتثاث للتيار الجهادي ـ في حملة 1965 ـ لم يكن إلا شرارة الانطلاق ، وسيقت المجموعة الى المحاكمة ، وحكم على صالح سرية وكارم الأناضولي وطلال الأنصاري بالاعدام .

وبدأت الحكومة في مساومة الثلاثة على تقديم طلب للعفو الى رئيس الجمهورية، أما طلال الأنصاري فقد قدم طلباً للعفو حصل بسببه على تخفيف للحكم الى السجن المؤبد، أما صالح سرية وطلال الأنصاري فقد أبيا ذلك.
وفي يوم من الأيام تجمع المساجين السياسيون حول صالح سرية في فناء سجن الاستئناف في احدى الفسحات القصيرة التي كان تسمح بها ادارة السجن له خلال حبسه الانفرادي المستمر، وألحوا عليه في تقديم طلب للعفو، فقال لهم في يقين المؤمن: وماذا يملك انور السادات من أمره حتى يملك ان يطيل في عمري شيئاً؟ ثم قال لهم: انظروا الى هذا السجن الكئيب، وهذا الطعام الرديء الذي يقدم فيه، والى هذه المراحيض المسدودة التي نفرغ فيها هذا الطعام. ان هذه هي الدنيا في حقيقتها، فلماذا نتمسك بها؟
وفي الزيارة الأخيرة قبل الاعدام جاءت زوجة صالح سرية ومعها أولادها التسعة لزيارته في السجن، فقال لها: اذا تقدمت بطلب للعفو فأنت طالق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق