من هو صالح سرية
الثلاثاء 2011/9/27 6:08 م
هو صالح عبد الله سرية, أردني من أصل فلسطيني, ولد فى حيفا, وأكمل دراسته الابتدائية بها, وبعد نكبة 1948 هاجر مع أسرته إلى العراق, وأكمل دراسته الثانوية هناك, ودخل كلية الشريعة بجامعة بغداد بوساطة مباشرة من مرشد جماعة الإخوان المسلمين في العراق والتي كان قد انتمى إليها, وكان من العناصر النشطة فيها.
وأسس مجموعة فلسطينية بالعراق سماها"جبهة التحرير الفلسطينية" واستمر نشاطه متصاعدا حتى قيام ثورة 1958 بقيادة عبد الكريم قاسم, وبعد حدوث خلاف بين قاسم والإخوان لجأ إلى العمل السري, وقام بعدة عمليات ضد اليهود, وحاول التقرب من عبد السلام عارف بعد انقلابه على قاسم.
وبعد أن أتهم بالاشتراك فى محاولة اغتيال أحمد حسن البكر , فرّ إلى سوريا, فالأردن وأرتبط بحزب التحرير الإسلامي بعض الوقت الذى أسسه "تقى الدين النبهانى عام 1950, ثم جاء إلى مصر عام 1971 وحصل على درجة الدكتوراه في التربية من جامعة عين شمس عام 1972, وعمل بمنظمة التربية والثقافة والعلوم(الأونيسكو) بجامعة الدول العربية بالقاهرة.
لم يضيّع صالح سرية حال وصوله الى القاهرة أى وقت, فاتجه مباشرة الى منزل السيدة زينب الغزالى, والتى كان قد تعرف عليها فى زيارة سابقة الى القاهرة عن طريق طليقها الشيخ "حافظ التيجانى" ونزل ضيفا عليها هو وأسرته المكونة من زوجته وتسعة من الأبناء .
ولعبت السيدة زينب الغزالى دورا أساسيا فى تقديمه الى المرشد العام المستشار "حسن الهضيبى" وتعريفه بمجموعات الشباب الجديد ومنهم "طلال الأنصاري" الذي نجري معه الحوار و"إسماعيل الطنطاوي"و"يحيى هاشم" من قيادات حركة الجهاد الإسلامي المصري .
سرعان ما أدرك صالح سرية أن الاخوان المسلمين فى مصر غير راغبين أو قادرين على المواجهة مع نظام السادات , وذلك بعد لقائه ببعض قادتهم وعلى رأسهم المرشد العام, وكذلك لقاءاته مع كثير من قياداتهم أمثال الشيخين محمد الغزالي والسيد سابق، فعمل علي تأسيس تنظيم مستقل يهدف للخروج علي السادات .
إلا ان هناك مفاجأة فجرها طلال الأنصاري في مذكراته ، يرددها قادة الفنية العسكرية ، وهو أن تنظيم الفنية العسكرية وحركته كانت في الأساس ضمن تحرك كبير من الإخوان المسلمين لمحاولة تقويض نظام السادات ولكن بطريقة مختلفة ، فلو نجح الشباب المنظم الذي تلقاه صالح سرية من الإخوان ، عن طريق الجاجة / زينب الغزالي ، وصنع انقلابا ً ناجحاً ، تبناه الإخوان وسيطروا بذلك علي الحكم ، ولو فشلت المحاولة أنكرها الإخوان وقالوا أنها محاولة فاشلة من شباب متحمس غير مسئول ويتحمل هم نتيجة فعلهم وحدهم .
جمعت حركة الفنية العسكرية
قادة المجموعات الشبابية الجهادية في ذلك الوقت ، فمنهم من كان اتجاهه سلفيا مثل "إسماعيل الطنطاوي" ومنهم من يرفض فكرة الانقلاب العسكري ويدعو الى حرب عصابات طويلة الأجل مثل "يحيى هاشم"" وهو وكيل نيابة بدأ نشاطه السياسي عام 1968 بقيادة مظاهرة من مسجد الحسين بالقاهرة بسبب هزيمة يونيو 1967 .
يقول د/ أيمن الظواهرى" زعيم تنظيم القاعدة فى كتابه"فرسان تحت راية النبى" عن سرية : "ان صالح سرية كان محدثاً جذاباً ومثقفاً على درجة عالية من الاطلاع والمعرفة، وكان حاصلاً على درجة الدكتوراه في التربية من جامعة عين شمس، كما كان متطلعاً في علي العلوم الشرعية)، وانه التقاه مرة واحدة أثناء احد المعسكرات الاسلامية في كلية الطب حين دعاه أحد المشاركين في المعسكر الى القاء كلمة في الشباب. و«بمجرد استماعي لكلمة هذا الزائر أدركت ان لكلامه وقعاً آخر، وانه يحمل معاني اوسع في وجوب نصرة الاسلام. وقررت ان أسعى للقاء هذا الزائر، ولكن كل محاولاتي للقائه لم تفلح».
كما يقول عنه" طلال الأنصارى" المتهم الثالث فيقضية الفنية العسكرية والذي خفف السادات حكم الإعدام عنه إلي المؤبد "
ويقول طلال الأنصاري في مذكرته" صفحات مجهولة من تاريخ الحركة الاسلامية المعاصرة":
((كان صالح سرية شخصية كاريزمية, لا يملك من يقابله فكاكا من أن ينبهر به..خلقه..شخصيته..علمه..قدرته الفائقة على الاقناع بأبسط الطرق وأيسرها, وقدرته على صياغة أعقد القضايا وعرضها فى كلمات بسيطة وموجزة))
ركائز فكر الدكتور صالح سرية :
خلف د. صالح سرية وثيقة فكرية هامة بعنوان (رسالة الإيمان) قام فيها بتلخيص أهم الأفكار المتعلقة بالجوانب السياسية على النحو التالي :
الجهاد هو الطريق لإقامة الدول الإسلامية
لا يجوز موالاة الكفار والأنظمة الكافرة ومن فعل ذلك فهو كافر. من مات دفاعاً عن حكومة كافرة ضد من قاموا لإقامة الدولة الإسلامية فهو كافر إلا إذا كان مكرهاً فإنه يبعث على نيته. من اشترك في حزب عقائدي غير إسلامي فهو كافر، كذلك من اشترك في جمعية عالمية كالماسونية أو اعتنق فلسفة مخالفة كالوجودية أو البرجماتية.
الحكم بتكفير الحكام وجاهلية المجتمع واعتباره دار حرب.
جواز العمل الحزبي الإسلامي والمساهمة من خلاله في الانتخابات ودخول البرلمان والمشاركة في الوزارات إذا كان صريحاً بأنه يسعى عن هذا الطريق للوصول إلى السلطة وتحويل الدولة إلى دولة إسلامية.
يجوز للمسلم أن يدخل في مختلف اختصاصات الدولة بأمر من الجماعة الإسلامية ويستغل منصبه لمساعدة الجماعة للحصول على السلطة أو التخفيف عنها في حالة المحنة أو إفادتها بأي طريق ولا مانع أن يصبح وزيراً حتى مع حكم طاغية إذا كان بهذه النية.
كل من ينفذ أوامر الدولة الكافرة ضد الإسلام والحركة الإنسانية فهو كافر.
في حالة وجود مرشح إسلامي وأمامه مرشح اشتراكي أو قومي أو شيوعي وانتخب الفرد غير الإسلامي فإنه يكون كافراً بهذا الموقف.
الذين يحاربون دعاة الإسلام لأنهم يمزجون الدين بالسياسة كفار لأنهم قصروا الإسلام على جانب وكفروا بالجوانب الأخرى.
المعارضون لأحكام الإسلام الذين يتهمون الدين بالتخلف والرجعية كفار، كذلك الذين يعترضون على حكم من أحكام الله ولا يرضون عنها مثل الذين يعترضون على الإسلام ويتهمونه بالتخلف فإن هؤلاء غير راضين عن الإسلام أصلاً.
التفريق بين الامتناع الجماعي والامتناع الفردي بمعنى أن الترك الجماعي لأي ركن من أركان الإسلام كفر.
كل القوانين المخالفة للإسلام في الدولة هي قوانين كفر وكل من أعدها أو ساهم في إعدادها أو جعلها تشريعات ملزمة فهو كافر كذلك من طبقها دون اعتراض عليها أو إنكار لها.
تحية العلم والجندي المجهول والسلام الجمهوري من طقوس الجاهلية وهي صورة من صور الشرك.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق