الخميس، 29 أغسطس 2013

في ذكري اعدام العملاق سيد قطب





سيد قطب... صاحب الظلال ..كلمات من نور





سيد قطب... صاحب الظلال ..كلمات من نور
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حينما أقرأ سيرة هذا الإنسان وقوته وصدقه كما نحسب والله حسيبه ولانزكي على أحدا أتعجب,,, فهو مناضل ورجل باع دنياه لأجل لاإله إلا الله.. رحمه الله وأسكنه الله في عليين...



هو الرجل الذي قال حينما ساوموه على الاعتذار قبل إعدامه بما يقرب من الأسبوع : (لن أعتذر عن العمل مع الله ) .. وقال: (إن الإصبع التي تشير بالتوحيد في الصلاة لا تخط اعتذارا تقر فيه لطاغية).

هو الرجل الذي قال حينما ساوموه المساومة الأخيرة على الاعتذار وهو على (طبيلة المشنقة!) وبعد أن غممت عينه فنزعوا الغمامة لعرض الفرصة الأخيرة..قال : (لن أشتري الحياة الدنيا بكذبة لن تزول).. فقال له رسول المساوم بصوت حزين: "ولكنه الموت يا سيد ".. قال قطب : (يا مرحب بالموت في سبيل الله).

هو الرجل الذي قال : (إن الدخول في الإسلام صفقة بين متبايعين . . الله - سبحانه - فيها هو المشتري والمؤمن فيها هو البائع . فهي بيعة مع الله لا يبقى بعدها للمؤمن شيء في نفسه ولا في ماله يحتجزه دون الله - سبحانه - ودون الجهاد في سبيله لتكون كلمة الله العليا ، وليكون الدين كله لله . فقد باع المؤمن لله في تلك الصفقة نفسه وماله مقابل ثمن محدد معلوم ، هو الجنة : وهو ثمن لا تعدله السلعة ، ولكنه فضل الله ومَنَّه)

هو الرجل الذي قال سنة 1965حينما اعتقل بالسجن الحربي هو مجموعته من الشباب المسلم الذين يربيهم على العقيدة والخضوع للواحد الديان: (إنه آن أن يقدم إنسان مسلم رأسه ثمناً لإعلان وجود حركة إسلامية وتنظيم غير مصرح به قام أصلاً على أساس أنه قاعدة لإقامة النظام الإسلامي، أياً كانت الوسائل التي سيستخدمها لذلك. وهذا في عرف القوانين الأرضية جريمة تستحق الإعدام!).

هو الرجل الذي قال لأم المسلمين زينب الغزالي وأخته المجاهدة حميدة قطب في قضية تنظيم 1965: (أوصلوا الهضيبي سلامي وأبلغوه أني تحملت أقصى ما يتحمله البشر حتى لا يمس هو بسوء).


هو الرجل الذي التفت إلى مجموعته من الشباب في قفص الاتهام بالمحكمة في قضية تنظيم 1965 وكان ذلك في أول جلسة للمحاكمة.. فقال لهم: (لو تحبونني بعض ما أحبكم لتمنيتم اللقاء في الجنة).. أي لتمنيتم الحكم بالإعدام لنيل الشهادة في سبيل الله.


هو الرجل الذي قال له الشيخ عبد الفتاح إسماعيل ـ الرجل الثالث الذي أعدم معه ـ وهو في قفص الاتهام بالمحكمة ، قال في حدة وثورة: " تكلم يا أستاذ سيد عن الجاهلية وتحكيم غير شرع الله .. تكلم عن التعذيب الذي تعرضنا .. ) فالتفت له سيد قطب رحمه الله وقال في صوت هادئ لا يكاد يسمع: (على رسلك يا شيخ عبد الفتاح؛ الأمة لم تقدم بعد العدد الكافي من الشهداء).


هو الرجل الذي قال مبتسما حين نطقت المحكمة الهزلية عليه حكم الإعدام عام 1965: (الحمد لله.. أبحث عن الشهادة منذ خمسة عشر عاما).


هو الرجل الذي قال رفقائه في سيارة السجن حين رجوعهم من المحكمة بعد الحكم عليهم بالإعدام...قال وهو متهلل من السرور: (أنا لا أكاد أصدق أن الله منّ علينا بالشهادة).

هو الرجل الذي قال حين أخبروه باستشهاد طلعت ـ ابن أخته أمينة قطب ـ تحت التعذيب على يد المارق شمس بدران.. وكان أحب الناس إلى خاله سيد قطب .. فقال مبتسما: (الحمد لله.. إذا طلعت أفضل منا جميعا لأنه نال هذه المنزلة ونحن لم ننلها بعد..).


هو الرجل الذي قال: ( هذه العقيدة : عطاء ووفاء وأداء . وبلا مقابل من أعراض هذه الأرض ، وبلا مقابل كذلك من نصر وغلبة وتمكين واستعلاء .. ثم انتظار كل شيء هناك ! ).

إن أصحاب الأقلام يستطيعون أن يصنعوا شيئا كثيرا ولكن بشرط واحد: أن يموتوا هم لتعيش أفكارهم.. أن يطعموا أفكارهم من لحومهم ودمائهم.. أن يقولوا ما يعتقدون أنه حق ، ويقدموا دماءهم فداء لكلمة الحق ، (إن أفكارنا وكلماتنا تظل جثثا هامدة ، حتى إذا متنا في سبيلها أو غذيناها بالدماء انتفضت حية وعاشت بين الأحياء)(1). 1- دراسات إسلامية (139


من شجاعته رحمه الله...


وفي شهر آب سنة (1965م) وهو نفس الشهر الذي اعتقل فيه أرسل إليه المباحث واحدا فتسور الدار ودخل ليفتش فأمسكه وأنبه وأدبه ، وقال: (إن للبيوت حرمات ألا تعرف أدب الدخول؟ ثم كتب كتابا وأرسله إلى مدير المباحث وقال: (أرسل إلي بشرا ولا ترسل كلابا ) ثم ذهب إلى قسم المباحث ، وقال: (جئتكم حتى تعتقلوني).
ماذا قال قبيل إعدامه رحمه الله...؟

كلمات أنى تقال في هكذا مواقف...
بعض ماروي عنه ...
على لسان أحدهم.. قال ..: "حدثني أحد الإخوة قال: إن مراسم الإعدام تقضي أن يكون أحد العلماء حاضرا تنفيذ الإعدام ليلقن المحكوم عليه الشهادتين! فعندما كان سيد يمشي خطاه الأخيرة نحو حبل المشنقة اقترب منه الشيخ قائلا : (قل لا إله إلا الله) فقال سيد : حتى أنت جئت تكمل المسرحية نحن يا أخي نعدم بسبب لا إله إلا الله، وأنت تأكل الخبز بلا إله إلا الله. "







وبهذه الروح الصافية الخاصة عاش هذا (الرجل).. عاش لله منتظرا الجنة.. ولم (يسايس) ولم يتبع مصطلح (المصلحة) الذي يتبعه المثيرون الآن متحججين بتحقيق مصلحة الدعوة.. إن مصلحة الدعوة في أن تستمر كما هي، ولسنا مكلفين بتحقيق النتائج؛ فهي بيد الله تعالى؛ وإنما نحن مكلفون بإسقاط التكليف وإبراء الذمة بإيصال الدعوة كما هي، كما بلغها النبي صلى الله عليه وسلم، وكما امتثل في ذلك لقوله تعالى { بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته }.. هكذا عاش سيد قطب رحمه الله، وهكذا وبهذا كان سيد قطب (مخزن الدعوة) للأجيال التالية.. وبهذا كان سيد قطب مصب بغضاء المنافقين.. فما الذي في الرجل يمكن يلتمس فيه المنافقون أية محبة له؟!! لقد علق على حبل الشرف والعزة.. حبل المشنقة.. وظل معلنا العبودية لله وحده قلبا وعملا .. إيمانا داخليا وتصديقا فعليا حتى آخر لحظة من حياته.. خضوعه لحاكمية الله ظل عليها عملا وتفعيلا حتى آخر لحظة.. حتى حركة الإصبع يكتب بها كلمات.. هذه الإصبع ترتفع لتشير بالتوحيد .. فلا تكتب اعتذارا تقر فيه لطاغية.. هكذا .. هكذا حينما آمن القلب.. صدقت الجوارح.. صدق هذا العضو الصغير .. الإصبع .. الذي يمسك القلم ..


رحمك الله ياسيد فلقد صنعت أسيادا وأقطابا حول العالم بفكرك.. رحمك الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بمناسبة اعدام العملاق سيد قطب في 29 اغسطس نقدم




هذا هو الطريق... سيد قطب



هذا هو الطريق
{والسماء ذات البروج، واليوم الموعود، وشاهد ومشهود، قتل أصحاب الأخدود، النار ذات الوقود، إذ هم عليها قعود، وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود، وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد، الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد، إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق، إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير، إن بطش ربك لشديد، إنه هو يبدئ ويعيد، وهو الغفور الودود، ذو العرش المجيد، فعال لما يريد...}.

إن قصة أصحاب الأخدود - كما وردت في سورة البروج - حقيقة بأن يتأملها المؤمنون الداعون إلى الله في كل أرض وفي كل جيل، فالقرآن بإيرادها في هذا الأسلوب مع مقدمتها والتعقيبات عليها، والتقريرات والتوجيهات المصاحبة لها... كان يخط بها خطوطا عميقة في تصور طبيعة الدعوة إلى الله، ودور البشر فيها، واحتمالاتها المتوقعة في مجالها الواسع - وهو أوسع رقعة من الأرض، وأبعد مدى من الحياة الدنيا - وكان يرسم للمؤمنين معالم الطريق، ويعد نفوسهم لتلقي أي من هذه الاحتمالات التي يجري بها القدر المرسوم، وفق الحكمة المكنونة في غيب الله المستور.

إنها قصة فئة آمنت بربها، واستعلنت حقيقة إيمانها، ثم تعرضت للفتنة من أعداء جبارين بطاشين مستهترين بحق "الإنسان" في حرية الاعتقاد بالحق والإيمان بالله العزيز الحميد، وبكرامة الإنسان عند الله عن أن يكون لعبة يتسلى بها الطغاة بآلام تعذيبها، ويتلهون بمنظرها في أثناء التعذيب بالحريق!

وقد ارتفع الإيمان بهذه القلوب على الفتنة، وانتصرت فيها العقيدة على الحياة، فلم ترضخ لتهديد الجبارين الطغاة، ولم تفتن عن دينها، وهي تحرق بالنار حتى تموت.

لقد تحررت هذه القلوب من عبوديتها للحياة، فلم يستذلها حب البقاء وهي تعاين الموت بهذه الطريقة البشعة، وانطلقت من قيود الأرض وجواذبها جميعا، وارتفعت على ذواتها بانتصار العقيدة على الحياة فيها.

وفي مقابل هذه القلوب المؤمنة الخيرة الرفيقة الكريمة كانت هناك جبلات جاحدة شريرة مجرمة لئيمة، وجلس أصحاب هذه الجبلات على النار، يشهدون كيف يتعذب المؤمنون ويتألمون، جلسوا يتلهون بمنظر الحياة تأكلها النار، والأناسي الكرام يتحولون وقودا وترابا، وكلما ألقي فتى أو فتاة، صبية أو عجوز، طفل أو شيخ، من المؤمنين الخيرين الكرام في النار، ارتفعت النشوة الخسيسة في نفوس الطغاة، وعربد السعار المجنون بالدماء والأشلاء!

هذا هو الحادث البشع الذي انتكست فيه جبلات الطغاة وارتكست في هذه الحمأة، فراحت تلتذ مشهد التعذيب المروع العنيف، بهذه الخساسة التي لم يرتكس فيها وحش قط، فالوحش يفترس ليقتات، لا ليلتذ آلام الفريسة في لؤم وخسة!

وهو ذاته الحادث الذي ارتفعت فيه أرواح المؤمنين وتحررت وانطلقت إلى ذلك الأوج السامي الرفيع، الذي تشرف به البشرية في جميع الأجيال والعصور.

في حساب الأرض يبدو أن الطغيان قد انتصر على الإيمان، وإن هذا الإيمان الذي بلغ الذروة العالية، في نفوس الفئة الخيرة الكريمة الثابتة المستعلية... لم يكن له وزن ولا حساب في المعركة التي دارت بين الإيمان والطغيان!

ولا تذكر الروايات التي وردت في هذا الحادث، كما لا تذكر النصوص القرآنية، أن الله قد أخذ أولئك الطغاة في الأرض بجريمتهم البشعة، كما أخذ قوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم شعيب وقوم لوط، أو كما أخذ فرعون وجنوده أخذ عزيز مقتدر.

ففي حساب الأرض تبدو هذه الخاتمة اسيفة أليمة!

أفهكذا ينتهي الأمر، وتذهب الفئة المؤمنة التي ارتفعت إلى ذروة الإيمان؟ تذهب مع آلامها الفاجعة في الأخدود؟ بينما تذهب الفئة الباغية، التي ارتكست إلى هذه الحمأة، ناجية؟

حساب الأرض يحيك في الصدر شيء أمام هذه الخاتمة الأسيفة!

ولكن القرآن يعلم المؤمنين شيئا آخر، ويكشف لهم عن حقيقة أخرى، ويبصرهم بطبيعة القيم التي يزنون بها، وبمجال المعركة التي يخوضونها.

إن الحياة وسائر ما يلابسها من لذائذ وآلام، ومن متاع وحرمان... ليست هي القيمة الكبرى في الميزان... وليست هي السلعة التي تقرر حساب الربح والخسارة، والنصر ليس مقصورا على الغلبة الظاهرة، فهذه صورة واحدة من صور النصر الكثيرة.

إن القيمة الكبرى في ميزان الله هي قيمة العقيدة، وإن السلعة الرائجة في سوق الله هي سلعة الإيمان، وإن النصر في أرفع صوره هو انتصار الروح على المادة، وانتصار العقيدة على الألم، وانتصار الإيمان على الفتنة... وفي هذا الحادث انتصرت أرواح المؤمنين على الخوف والألم، وانتصرت على جواذب الأرض والحياة، وانتصرت على الفتنة انتصارا يشرف الجنس البشري كله في جميع الأعصار... وهذا هو الانتصار...


..... سيد قطب

السبت، 23 فبراير 2013

حكم الاستهزاء بالدين والعلماء والشريعة واهل الاسلام







حكم الاستهزاء بالدين والعلماء والشريعة واهل الاسلام

وبه نستعين

الواجب تجاه العلماء والصالحين هو محبتهم ومودتهم، وتوقيرهم وإجلالهم
كما جاءت به الشريعة، دون غلو وإفراط.
ولا شك أن الاستهزاء بالعلماء أو الصالحين يضاد محبتهم وإجلالهم
فالاستهزاء بهم يعني السخرية بهم والاستخفاف بهم.

" قال الألوسي: - " الاستهزاء: الاستخفاف والسخرية، .

وذكر الغزالي : - أن الاستهزاء الاستحقار والاستهانة والتنبيه علـى العيوب والنقائص على وجه يضحك منه، وقد يكون ذلك بالمحاكاة في الفعل والقول، وبالإشارة والإيماء... وأصل هذه المادة الخفة، يقال: ناقة تهزأ به أي: تسرع وتخف. "

إن الاستهزاء بأهل العلم والصلاح صفة من صفات الكافرين،
وخصلة من خصال المنافقين، كما قرر ذلك القرآن في آيات كثيرة.
يقول الله تعالى: -
{
زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ
وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ
}
[البقرة:212].

وقال سبحانه: -
{وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ}
[المؤمنون:103، 111].

وقال سبحانه:-
{إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ() وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ() وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ() وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاء لَضَالُّونَ() وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ() فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ() هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}
[المطففين:29- 33].

وقال تعالى في شأن المنافقين: -
{
وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ
اللّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
}
[البقرة:14- 15].

وقال تعالى :
{
الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ
فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
}
[التوبة:79].

ولقد حرص أعداء الإسلام من اليهود والنصارى وأذنابهم من منافقي هذا الزمان
على تشويه سمعة العلماء، وزعزعة مكانتهم في نفوس الأمة المسلمة.

فمما جاء في البروتوكول السابع عشر من بروتوكولات اليهود:-
" وقد عنينا عناية عظيمة بالحط من كرامة رجال الدين من الأميين (غير اليهود) في أعين الناس، وبذلك نجحنا في الإضرار برسالتهم التي كان يمكن أن تكون عقبة كؤوداً في طريقنا، وإن نفوذ رجال الدين على الناس ليتضاءل يوماً فيوماً".
وسعى هؤلاء في سبيل ذلك سعياً حثيثاً، فشنوا الحملات المسعورة، وأعدوا المخططات الرهيبة من أجل الكيد لهذا الدين والصد عنه، عن طريق الطعن في حملة الإسلام ودعاته وعلمائه، وقد آتت هذه المؤامرات ثمارها النكدة كما هو مشاهد في واقع الأمة، وتولت وسائل الإعلام في بلاد المسلمين وغيرها كبر هذه الهجمة الشرسة على علماء الأمة ،
فظهر الاستهزاء بالعلماء والصالحين على وسائل الإعلام المختلفة، وتطاول الأقزام من أهل الشبهات والشهوات على مقامات أهل العلم
والصلاح باسم حرية الرأي والفكر!،
واستهزئ بأهل الصلاح والديانة تحت مظلة محاربة التطرف والتشدد!


وساعد على استفحال هذا المنكر أسباب كثيرة، فبالإضافة إلى ما سبق ذكره
نذكر أيضاً من تلك الأسباب:-
غلبة الجهل بدين الله تعالى بين المسلمين، سواء كان الجهل بحرمة المسلم وعظيم حقه ومنزلته، أو الجهل بحكم الاستهزاء بأهل العلم والصلاح. وسبب آخر وهو تنحية شرع الله تعالى في بلاد المسلمين...
فلو أن حد الردة– مثلاً– أقيم على من يستحقه... فلن يتطاول سفيه على فتاوى أهل العلم، كما هو واقعنا الآن، ولن يسخر مريض قلب من استقامة أهل الديانة وطهرهم، والله حسبنا ونعم الوكيل.

إن الاستهزاء بالعلماء والصالحين على ضربين:-

أحدهما:- الاستهزاء بأشخاصهم، كمن يستهزئ بأوصافهم الخَلْقِّية أو الخُلُقِّية، وهذا محرم لقوله تعالى: -
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}
[الحجرات:11].
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: -
" ينهى تعالى عن السخرية بالناس، وهو احتقارهم والاستهزاء بهم، كما ثبت في (الصحيح) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال ((الكبر بطر الحق وغمص الناس)) " ويروى وغمط الناس.والمراد من ذلك احتقارهم واستصغارهم، وهذا حرام، فإنه قد يكون المحتقر أعظم قدراً عند الله تعالى، وأحب إليه من الساخر منه المحتقر له... "

والضرب الآخر: - الاستهزاء بالعلماء لكونهم علماء، ومن أجل ما هم عليه من العلم الشرعي، فهذا كفر؛ لأنه استهزاء بدين الله تعالى، وكذا الاستهزاء بأهل الصلاح من أجل استقامتهم على الديانة، واتباعهم للسنة، فالاستهزاء – هاهنا – متوجه إلى الدين والسنة.ومن المناسب هاهنا أن نورد تعقيباً لابن حجر الهيتمي على ما قاله أحد علماء الأحناف – عند ذكره لنواقض الإيمان – فقال هذا الحنفي أو قال: إيش مجلس الوعظ، أو العلم لا يثرد ، أو وعظ على سبيل الاستهزاء، أو ضحك على وعظ العلم، أو قال: إيش هذا القبيح الذي خففت شاربك، أو قال بئسما أخرجت السنة. " أهـ كلامه
فعقب ابن حجر قائلاً:- " ما ذكره في إيش مجلس الوعظ.. الخ، إنما يتجه إن أراد الاستهزاء، وكذا إن أطلق على احتمال قوي فيه لظهور هذا اللفظ في الاستخفاف بمجلس الوعظ والعلم.وما ذكره في الوعظ استهزاء إنما يتجه إن أراد الاستهزاء بالواعظ وكذا بالوعظ من حيث هو وعظ، أما لو أراد الاستهزاء بالواعظ، أو بكلماته، لا من حيث كونه واعظاً فلا يتجه الكفر حينئذ، وكذا يقال في الضحك على الوعظ. " ولما كان الاستهزاء بالعلماء والصالحين محتملاً للضربين المذكورين آنفاً، صار محلاً للخلاف
، وبهذا التفريق بينهما يزول الإشكال، ويرتفع الخلاف.

وأما وجه كون هذا الاستهزاء يناقض الإيمان، فلما يلي:(أ) أن الله عز وجل جعل الاستهزاء بالمؤمنين استهزاء بالله تعالى وآياته ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فقال تبارك وتعالى:-
{قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم}
[التوبة:65، 66].
فقد جاء في سبب نزول هذه الآيات عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رجل في غزوة تبوك في مجلس: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ، ولا أكذب ألسناً، ولا أجبن عند اللقاء، فقال رجل في المجلس: كذبت، ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن. قال عبد الله بن عمر: فأنا رأيته متعلقاً بحقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، تنكبه الحجارة، وهو يقول: - يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: - {قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم} "

ونورد جملة من كلام أهل العلم في بيان ذلك: -
يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله – في هذا الشأن:
"
وفيه بيان أن الإنسان قد يكفر بكلمة يتكلم بها، أو بعمل يعمل به...
ومن هذا الباب الاستهزاء بالعلم وأهله وعدم احترامهم لأجله
."

وسئل الشيخ حمد بن عتيق- رحمه الله - عن معنى قول الفقهاء:
من قال يا فقيه بالتصغير يكفر.. ؟؟
فكان من جوابه: - " اعلم أن العلماء قد أجمعوا على أن من استهزأ بالله، أو رسوله، أو كتابه فهو كافر، وكذا إذا أتى بقول أو فعل صريح في الاستهزاء، واستدلوا بقوله تعالى: -
{
وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ
لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ
} [التوبة:65- 66].
وسبب النزول مشهور، وأما قول القائل: فقيه، أو عويلم، أو مطيويع ونحو ذلك، فإذا كان قصد القائل الهزل، أو الاستهزاء بالفقه أو العلم أو الطاعة، فهذا كفر أيضاً ينقل عن الملة فيستتاب فإن تاب وإلا قتل مرتداً."

وقال الشيخ عبد الرحمن بن قاسم: -
" قوله تعالى: - {أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ ...} الآيات
أي فليس لكم عذر؛ لأن هذا لا يدخله الخوض واللعب، وإنما تحترم هذه الأشياء وتعظم ويخشع عندها إيماناً بالله ورسوله، وتعظيماً لآياته، وتصديقاً وتوقيراً، والخائض واللاعب منتقص لها، ومن هذا الباب الاستهزاء بالعلم وأهله، وعدم احترامهم، أو الوقيعة فيهم لأجله."

وجاء في فتوى اللجنة الدائمة ما يلي:-
"
سب الدين والاستهزاء بشيء من القرآن والسنة، والاستهزاء بالمتمسك بها نظراً لما تمسك به كإعفاء اللحية وتحجب المسلمة، هذا كفر إذا صدر من مكلف، وينبغي أن يبين له أن هذا كفر، فإن أصر بعد العلم فهو كافر،
قال الله تعالى: -

{قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}
[التوبة:65- 66] "

(ب) ذكر الله عز وجل أن الاستهزاء والسخرية بالمؤمنين سبب في دخول نار جهنم، وعدم الخروج منها.
فعندما ينادي أهل النار قائلين:- {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} [المؤمنون:107].
يقول الله تعالى جواباً عنهم:-
{قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ}
[المؤمنون:108– 110].
وتوضيحاً لذلك نسوق أقوال بعض المفسرين لهذه الآيات فمما قاله أبو السعود رحمه الله: -
" وقوله تعالى: - (إنه) تعليل لما قبله من الزجر عن الدعاء أي أن الشأن {كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي} وهم المؤمنون.. {يقولون} في الدنيا {رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا} أي اسكتوا عن الدعاء بقولكم ربنا الخ؛ لأنكم كنتم تستهزئون بالداعين بقولهم ربنا آمنا الخ، وتتشاغلون باستهزائهم { حَتَّى أَنسَوْكُمْ } أي الاستهزاء بهم { ذِكْرِي} من فرط اشتغالكم باستهزائهم {وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ} وذلك غاية الاستهزاء.

ويقول الألوسي: -
قيل: التعليل على معنى إنما خسأناكم كالكلب ولم نحتفلكم إذ دعوتكم؛ لأنكم استهزأتم غاية الاستهزاء بأوليائي حين دعوا واستمر ذلك منكم حتى نسيتم ذكري بالكلية ولم تخافوا عقابي فهذا جزاؤكم.
وقيل: - خلاصة معنى الآية إنه كان فريق من عبادي يدعون، فتشاغلتم بهم ساخرين، واستمر تشاغلكم باستـهزائهم إلى أن جركم إلى ترك ذكري في أوليائي فلم تخافوني في الاستهزاء بهم.وفيه تسخط عظيم لفعلهم ذلك ودلالة على اختصاص بالغ لأولئك العباد المسخور منهم، كما نبه عليه
أولاً في قوله تعالى {مِّنْ عِبَادِي}
وختمه بقوله تعالى {إِنِّي جَزَيْتُهُمُ}
إلى قوله تعالى: - {هُمُ الْفَائِزُونَ}

ومما سطـره الشنقيطي عند تفسيره لهذه الآيات:
- {إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ.. } إلى قوله تعالى {وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ} حيث قال رحمه الله:-
" قد تقرر في الأصول في مسلك الإيماء والتنبيه، أن " إن " المكسورة المشددة من حروف التعليل كقولك: عاقبه إنه مسيء: أي لأجل إساءته، وقوله في هذه الآية {إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي} الآيتين. يدل فيه لفظ إن المكسورة المشددة على أن من الأسباب التي أدخلتهم النار هو استهزاؤهم، وسخريتهم من هذا الفريق المؤمن الذي يقول: - {رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ} فالكفار يسخرون من ضعفاء المؤمنين في الدنيا حتى ينسيهم ذلك ذكر الله، والإيمان به فيدخلون بذلك النار.وحتى في قوله: {حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي ..} حروف غاية، لاتخاذهم إياهم سخرياً أي لم يزالوا كذلك، حتى أنساهم ذلك ذكر الله والإيمان به، فكان مأواهم النار والعياذ بالله. "

(ج) أن الاستهزاء بالعلماء والصالحين لأجل ما هم عليه من العلم الشرعي، واتباعهم للقرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، هو في حقيقته استهزاء بآيات الله تعالى، وسخرية بشرائع دين الله عز وجل، ولا شك أن هذا الاستهزاء كفـر يناقض الإيمان، يقول الله تعالى: -
{وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} [الجاثية:9]
ولم يجئ إعداد العذاب المهين إلا في حق الكفار.
" يقول ابن حزم: - " صح بالنص أن كل من استهزأ بالله تعالى، أو بملك من الملائكة، أو بنبي من الأنبياء عليهم السلام، أو بآيـة من القـرآن، أو بفريضة من فرائض الدين، فهي كلها آيات الله تعالى بعد بلوغ الحجة إليه فهو كافر. "

ونختم هذا المبحث بجملة من أقوال العلماء في تلك المسألة.
يقول القرطبي عند تفسيره لقوله تعالى: - {فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا ..} الآية {حَتَّى حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي} أي اشتغلتم بالاستهزاء عند ذكري {وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ} استهزاء بهم، وأضاف الإنساء إلى المؤمنين؛ لأنهم كانوا سبباً لاشتغالهم عن ذكره، وتعدى شؤم استهزائهم بالمؤمنين إلى استيلاء الكفر على قلوبهم.ويستفيد من هذا: التحذير من السخرية والاستهزاء بالضعفاء، والمساكين، والاحتقار لهم، والإزراء عليهم والاشتغال بهم فيما لا يعني، وأن ذلك مبعد من الله عز وجل. "
- وجاء في (الفتاوى البزازية): - " والاستخفاف بالعلماء لكونهم علماء استخفاف بالعلم، والعلم صفة الله تعالى منحه فضلاً على خيار عباده ليدلوا خلقه على شريعته نيابة عن رسله، فاستخفافه بهذا يعلم أنه إلى من يعود. " وجاء أيضاً:- " رجل يجلس على مكان مرتفع أو لا يجلس عليه، لكن يسألونه عن مسائل بطريق الاستهزاء، ويضربونه بما شاؤا وهم يضحكون كفروا. "
- ويقول ابن نجيم: - " ويكفر بجلوسه على مكان مرتفع والتشبه بالمذكورين ومعه جماعة يسألون من المسائل ويضحكون منه، ثم يضربونه بالمخراق ، وكذا يكفر الجميع لاستخفافهم بالشرع، وكذا لو لم يجلس على مكان مرتفع، ولكن يستهزئ بالمذكورين ويتمشى والقوم يضحكون، وبقوله لا تذهب وإن ذهبت تطلق امرأتك استهزاء بالعلم والعلماء جواباً لمن قال إلى مجلس العلم، جواباً أين تذهب. " ويقول أيضاً:- " ولو صغر الفقيه أو العلوي قاصداً الاستخفاف بالدين كفر، لا إن لم يقصده. " ويقول – في كتاب آخر -: - " الاستهزاء بالعلم والعلماء كفر. "
- ويقول ملا علي قاري: - " وفي الظهيرية من قال لفقيه أخذ شاربه: ما أشد قبحاً قص الشارب ولف طرف العمامة تحت الذقن يكفر؛ لأنه استخفاف بالعلماء يعني وهو مستلزم لاستخفاف الأنبياء عليهم السلام؛ لأن العلماء ورثة الأنبياء عليهم السلام، وقص الشارب من سنن الأنبياء عليهم السلام فتقبيحه كفر بلا اختلاف بين العلماء.
وفي الخلاصة من قال:
قصصت شاربك وألقيت العمامة على العاتق استخفافاً يعني بالعالم أو بعلمه فذلك كفر.
- ونقل عن الأستاذ نجم الدين الكندي بسمرقند أن من تشبه بالمعلم على وجه السخرية، وأخذ الخشبة، وضرب الصبيان كفر، يعني لأن معلم القرآن من جملة علماء الشريعة فالاستهزاء به وبمعلمه يكون كفراً.
وفي المحيط ذكر أن فقيهاً وضع كتابه في دكان وذهب، ثم مر على ذلك الدكان، فقال صاحب الدكان: ههنا نسيت المنشار، فقال الفقيه عندك كتاب لا منشار، فقال صاحب الدكان: النجار بالمنشار يقطع الخشب، وأنتم تقطعون به حلق الناس، أو قال حق الناس، فشكى الفقيه إلى الإمام الفضلي يعني الشيخ محمد بن الفضل، فأمر بقتل ذلك الرجل؛ لأنه كفر باستخفاف كتب الفقه.وفي التتمة: من أهان الشريعة أو المسائل التي لا بد منها كفر، ومن ضحك من المتيمم كفر. "

- وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى
عن بعض الناس يسخرون بالملتزمين بدين الله ويستهزئون بهم فما حكم هؤلاء؟

فأجاب: - " هؤلاء الذين يسخرون بالملتزمين بدين الله المنفذين لأوامر الله فيهم نوع نفاق، فإن الله قال عن المنافقين: -
{الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
[ التوبة:79].
ثم إن كانوا يستهزئون بهم من أجل ما هم عليه من الشرع، فإن استهزاءهم بهم استهزاء بالشريعة، والاستهزاء بالشريعة كفر، أما إذا كانوا يستهزئون بهم يعنون أشخاصهم، وزيهم بقطع النظر عما هم عليه من اتباع السنة فإنهم لا يكفـرون بذلك؛ لأن الإنسان قد يستهزئ بالشخص نفسه بقطع النظر عن عمله وفعله لكنهم على خطر عظيم
.

السبت، 16 فبراير 2013

وزير التنمية اليابانى وسر تقدم اليابان









بالرغم مما مرت به اليابان من خسارة فادحة بل كارثة بعد الحرب


العالميةوبالرغم من القنبلة الذرية التى القيت علي هورشيما


وناجازاكي اليابانية


الا ان اليابان تعد الان ثانى دولة متقدمة اقتصاديا .... ولقد صرح


وزيرالتنمية اليابانى ببعض الاسباب التى ادت الي


هذا التقدم منها :

1- الطلاب وفي مقدمتهم المدرسون يتعاونون كل يوم ربع ساعة

لنظافة المدرسة

2- عامل النظافة في اليابان يسمي مهندسا صحيا

3- تدرس مادة في ابتدائى تسمي ( الطريق الي الاخلاق )

4- بالرغم من اليابان من اغنى دول العالم الا انهم لايحتاجون

الي خدم في منازلهم ولا اي مكان اخر

5-لايوجد رسوب في التعليم من اولي ابتدائى وحتى الثالثة ابتدائى

حتى لايعقد الطالب .. المهم هو زرع حب التعليم والقيم والمفاهيم

والجوانب العملية

6- المطاعم في اليابان الناس تأكل علي قدر حاجاتهم فقط بلا

اسراف

7- اكبر معدل تأخير للقطارات 7 ثوانى فهم يعلمون قيمة الوقت

8- مدير المدرسة يأكل من اكل الطلاب .. ويأكل قبلهم حتى يطمأن

علي سلامة الطعام المقدم للطلاب


********************************


مع العلم ان اليابان ليس لها موارد طبيعية ... وانها تتعرض


للزلازل من حين الي اخر


** الا ترى معي انهم اخذوا جانبا كبيرا من الاسلام مع انهم غير

مسلمين

الجمعة، 15 فبراير 2013

سيدي الرئيس : الجوع يفترس الشعب المصري







سيدي الرئيس : اكثر شعب مصر لايعيش


لابد ان تعرف الحقيقة


هناك من لايجد قوت يومه


       يقف المواطن كالمجنون امام غلاء الاسعار والمصاريف والخدمات

هناك اسرة من 5 افراد تعيش بأجر 25 او 30 او 40 جنيه في اليوم

نفس عدد الاسرة يعيش ب 200  و  300 جنيه في اليوم

هل هذا يليق بالشعوب الحرة

من الطبيعي ان تتولد الاحقاد والكراهية

شعب يقبل علي نفسه هذه المعيشة المهينة ليس بشعب

الاسلام حل هذه المشكلة من اموال الاغنياء

حتى لو وصل الامر الي ان الحاكم يأخذ المال من الغني عنوة

وهذه فتوي العلامة بن حزم

انها اخطر مشكلة تواجه المجتمعات

وتنذر بثورة الجياع

اجمل ماقيل في العملاق سيدقطب



اجمل ما كتب في العملاق سيدقطب


وبهذه الروح الصافية الخاصة عاش هذا (الرجل).. عاش لله منتظرا الجنة.. ولم (يسايس) ولم يتبع مصطلح (المصلحة) الذي يتبعه المثيرون الآن متحججين بتحقيق مصلحة الدعوة.. إن مصلحة الدعوة في أن تستمر كما هي، ولسنا مكلفين بتحقيق النتائج؛ فهي بيد الله تعالى؛ وإنما نحن مكلفون بإسقاط التكليف وإبراء الذمة بإيصال الدعوة كما هي، كما بلغها النبي صلى الله عليه وسلم، وكما امتثل في ذلك لقوله تعالى { بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته }.. هكذا عاش سيد قطب رحمه الله، وهكذا وبهذا كان سيد قطب (مخزن الدعوة) للأجيال التالية.. وبهذا كان سيد قطب مصب بغضاء المنافقين.. فما الذي في الرجل يمكن يلتمس فيه المنافقون أية محبة له؟!! لقد علق على حبل الشرف والعزة.. حبل المشنقة.. وظل معلنا العبودية لله وحده قلبا وعملا .. إيمانا داخليا وتصديقا فعليا حتى آخر لحظة من حياته.. خضوعه لحاكمية الله ظل عليها عملا وتفعيلا حتى آخر لحظة.. حتى حركة الإصبع يكتب بها كلمات.. هذه الإصبع ترتفع لتشير بالتوحيد .. فلا تكتب اعتذارا تقر فيه لطاغية.. هكذا .. هكذا حينما آمن القلب.. صدقت الجوارح.. صدق هذا العضو الصغير .. الإصبع .. الذي يمسك القلم ..

الخميس، 14 فبراير 2013

رفع الحصانة القضائية عن المستشار أحمد الزند،





«القضاء الأعلى» ينظر الطلب الثلاثاء القادم في غياب المستشار طلعت عبد الله

النائب العام يصدق علي طلب رفع الحصانة القضائية عن «الزند»

تعليقات: شارك بتعليقك


                         




المستشار أحمد الزند رئيس نادي قضاة مصر
شيماء رشيد أكد مصدر قضائي مسؤول بالنيابة العامة، أن النائب العام المستشار طلعت عبد الله، صدق، مساء اليوم الخميس، على الطلب المقدم من نيابة الأموال العامة العليا، بشـأن رفع الحصانة القضائية عن المستشار أحمد الزند، رئيس نادي القضاة؛ للتحقيق معه في البلاغات المقدمة ضده، والتي تتهمه باستغلال نفوذه في الاستيلاء على أراض مملوكة للدولة في منطقة الحمامات بمحافظة مطروح، في مزاد صوري بقيمة أقل من قيمة سعرها السوقي.
 
وأضاف المصدر لـ«بوابة الشروق» أن النائب العام سلم الطلب فعليا للأمانة العامة للمجلس الأعلى للقضاء؛ لقيده بجدول اعمال المجلس، لافتا الى أن قرر رفع الحصانة عن الزند «أصبح الآن بيد المجلس الأعلى للقضاء وحده، وهو المخول له تحديد ما اذا كانت الوقائع والبلاغات الواردة بالطلب تستدعي رفع الحصانة عن الزند من عدمه».
 
وأوضح المصدر أنه من المقرر أن ينظر المجلس الاعلى للقضاء الطلب المقدم له خلال اجتماعه الذي سيعقده يوم الثلاثاء المقبل، مشيرا إلى أنه من المقرر أن يتغيب النائب العام عن حضور جلسة نظر الطلب، باعتباره خصما في القضية، وبالتالي سيقوم بقية أعضاء المجلس، برئاسة المستشار محمد ممتاز متولي بنظر الطلب، وإقرار أمر رفع الحصانة من عدمه.