الخميس، 28 يونيو 2012

هذا الرجل والدي







هذا  الرجل المكافح والدي ... ابو محمد ( ابو اياد )

كم احبه والدي الحاج عبد الحميد ... لاانساك والدي كم كنت مدلل وانا

صغير كم كنت تحملنى انت وامي رحمة الله  عليها

علمتنى الدين والصلاة منذ الصغر ... كنت اراك تصلي

فكنت اقلد ك  واصلي مثلك ... اسجد واركع بين يدك

وانت  تصلي ... كنت اقلدك  في كل شئ

كم عانيت معي  ..كم كنت تحبني  ... لاانسي  يوم

ان ارتحلنا الي مدينة العريش وكانت حرب 67 ودخل اليهود

العريش ... وكان لك ارتباطات ... كان كل همك انا واخواتى

ان نهرب قبل ان يضعنا اليهود  في الاسر

وسافرنا نحن .. وأسروك  اليهود وظللت في الاسر والدي

الحبيب وكنت صغيرا  انا واخوتى ... عشنا اصعب

سنوات من عمرنا ....كان اابتلاءا  صعبا وعشنا ايام


صعبة .. وظللت انت تعانى الاسر حتى فررت من

ايدي هؤلاء  المجرمين ... وخرجت الينا

كم كنت تخاف علي عندما اتجهت الي المجال


السياسي ... كنت اتذكرك وانت تقول لي  يابني


طريقك  صعب  كله اشواك  لكنه هو الطريق


الصواب ...حتى بعد ان كبرت كنت تتابعنى

وعندما تعلم انن كنا نقود المظاهرات لاتنام

حتى تتطمئن علي ... لااجد مثلك والدي .. لااجد مثلك

لاتجلس علي مقهي .. ولا اي مكان فيه منكر


ولاتصاحب احد لانك علمت ان عالم الناس مملوء

بالاشرار .... كل حياتك   جلوس في البيت

وصلاة فقط ... كانت صاحبتك امى رحمة الله 


عليها التى تعبت في حياتها من اجلنا ..

لك منى ايها الوالد الطيب كل تحية .... 

................................................محمد  ...ابو اياد.

الاثنين، 18 يونيو 2012

ضع عنقي على السكين




ضع في يدي القيد ألهب أضلعي بالسوط ضع عنقي على السكين
لن تستطيع حصار فكري ساعة أو نزع إيماني ونور يقيني

فالنور في قلبي وقلبي في يدي ربي وربي ناصري ومعيني
سأظل معتصما بحبل عقيدتي و أموت مبتسما ليحيا ديني


سيد قطب... صاحب الظلال ..كلمات من نور






سيد قطب... صاحب الظلال ..كلمات من نور
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حينما أقرأ سيرة هذا الإنسان وقوته وصدقه كما نحسب والله حسيبه ولانزكي على أحدا أتعجب,,, فهو مناضل ورجل باع دنياه لأجل لاإله إلا الله.. رحمه الله وأسكنه الله في عليين...



هو الرجل الذي قال حينما ساوموه على الاعتذار قبل إعدامه بما يقرب من الأسبوع : (لن أعتذر عن العمل مع الله ) .. وقال: (إن الإصبع التي تشير بالتوحيد في الصلاة لا تخط اعتذارا تقر فيه لطاغية).

هو الرجل الذي قال حينما ساوموه المساومة الأخيرة على الاعتذار وهو على (طبيلة المشنقة!) وبعد أن غممت عينه فنزعوا الغمامة لعرض الفرصة الأخيرة..قال : (لن أشتري الحياة الدنيا بكذبة لن تزول).. فقال له رسول المساوم بصوت حزين: "ولكنه الموت يا سيد ".. قال قطب : (يا مرحب بالموت في سبيل الله).

هو الرجل الذي قال : (إن الدخول في الإسلام صفقة بين متبايعين . . الله - سبحانه - فيها هو المشتري والمؤمن فيها هو البائع . فهي بيعة مع الله لا يبقى بعدها للمؤمن شيء في نفسه ولا في ماله يحتجزه دون الله - سبحانه - ودون الجهاد في سبيله لتكون كلمة الله العليا ، وليكون الدين كله لله . فقد باع المؤمن لله في تلك الصفقة نفسه وماله مقابل ثمن محدد معلوم ، هو الجنة : وهو ثمن لا تعدله السلعة ، ولكنه فضل الله ومَنَّه)

هو الرجل الذي قال سنة 1965حينما اعتقل بالسجن الحربي هو مجموعته من الشباب المسلم الذين يربيهم على العقيدة والخضوع للواحد الديان: (إنه آن أن يقدم إنسان مسلم رأسه ثمناً لإعلان وجود حركة إسلامية وتنظيم غير مصرح به قام أصلاً على أساس أنه قاعدة لإقامة النظام الإسلامي، أياً كانت الوسائل التي سيستخدمها لذلك. وهذا في عرف القوانين الأرضية جريمة تستحق الإعدام!).

هو الرجل الذي قال لأم المسلمين زينب الغزالي وأخته المجاهدة حميدة قطب في قضية تنظيم 1965: (أوصلوا الهضيبي سلامي وأبلغوه أني تحملت أقصى ما يتحمله البشر حتى لا يمس هو بسوء).


هو الرجل الذي التفت إلى مجموعته من الشباب في قفص الاتهام بالمحكمة في قضية تنظيم 1965 وكان ذلك في أول جلسة للمحاكمة.. فقال لهم: (لو تحبونني بعض ما أحبكم لتمنيتم اللقاء في الجنة).. أي لتمنيتم الحكم بالإعدام لنيل الشهادة في سبيل الله.


هو الرجل الذي قال له الشيخ عبد الفتاح إسماعيل ـ الرجل الثالث الذي أعدم معه ـ وهو في قفص الاتهام بالمحكمة ، قال في حدة وثورة: " تكلم يا أستاذ سيد عن الجاهلية وتحكيم غير شرع الله .. تكلم عن التعذيب الذي تعرضنا .. ) فالتفت له سيد قطب رحمه الله وقال في صوت هادئ لا يكاد يسمع: (على رسلك يا شيخ عبد الفتاح؛ الأمة لم تقدم بعد العدد الكافي من الشهداء).


هو الرجل الذي قال مبتسما حين نطقت المحكمة الهزلية عليه حكم الإعدام عام 1965: (الحمد لله.. أبحث عن الشهادة منذ خمسة عشر عاما).


هو الرجل الذي قال رفقائه في سيارة السجن حين رجوعهم من المحكمة بعد الحكم عليهم بالإعدام...قال وهو متهلل من السرور: (أنا لا أكاد أصدق أن الله منّ علينا بالشهادة).

هو الرجل الذي قال حين أخبروه باستشهاد طلعت ـ ابن أخته أمينة قطب ـ تحت التعذيب على يد المارق شمس بدران.. وكان أحب الناس إلى خاله سيد قطب .. فقال مبتسما: (الحمد لله.. إذا طلعت أفضل منا جميعا لأنه نال هذه المنزلة ونحن لم ننلها بعد..).


هو الرجل الذي قال: ( هذه العقيدة : عطاء ووفاء وأداء . وبلا مقابل من أعراض هذه الأرض ، وبلا مقابل كذلك من نصر وغلبة وتمكين واستعلاء .. ثم انتظار كل شيء هناك ! ).

إن أصحاب الأقلام يستطيعون أن يصنعوا شيئا كثيرا ولكن بشرط واحد: أن يموتوا هم لتعيش أفكارهم.. أن يطعموا أفكارهم من لحومهم ودمائهم.. أن يقولوا ما يعتقدون أنه حق ، ويقدموا دماءهم فداء لكلمة الحق ، (إن أفكارنا وكلماتنا تظل جثثا هامدة ، حتى إذا متنا في سبيلها أو غذيناها بالدماء انتفضت حية وعاشت بين الأحياء)(1). 1- دراسات إسلامية (139


من شجاعته رحمه الله...


وفي شهر آب سنة (1965م) وهو نفس الشهر الذي اعتقل فيه أرسل إليه المباحث واحدا فتسور الدار ودخل ليفتش فأمسكه وأنبه وأدبه ، وقال: (إن للبيوت حرمات ألا تعرف أدب الدخول؟ ثم كتب كتابا وأرسله إلى مدير المباحث وقال: (أرسل إلي بشرا ولا ترسل كلابا ) ثم ذهب إلى قسم المباحث ، وقال: (جئتكم حتى تعتقلوني).
ماذا قال قبيل إعدامه رحمه الله...؟

كلمات أنى تقال في هكذا مواقف...
بعض ماروي عنه ...
على لسان أحدهم.. قال ..: "حدثني أحد الإخوة قال: إن مراسم الإعدام تقضي أن يكون أحد العلماء حاضرا تنفيذ الإعدام ليلقن المحكوم عليه الشهادتين! فعندما كان سيد يمشي خطاه الأخيرة نحو حبل المشنقة اقترب منه الشيخ قائلا : (قل لا إله إلا الله) فقال سيد : حتى أنت جئت تكمل المسرحية نحن يا أخي نعدم بسبب لا إله إلا الله، وأنت تأكل الخبز بلا إله إلا الله. "







وبهذه الروح الصافية الخاصة عاش هذا (الرجل).. عاش لله منتظرا الجنة.. ولم (يسايس) ولم يتبع مصطلح (المصلحة) الذي يتبعه المثيرون الآن متحججين بتحقيق مصلحة الدعوة.. إن مصلحة الدعوة في أن تستمر كما هي، ولسنا مكلفين بتحقيق النتائج؛ فهي بيد الله تعالى؛ وإنما نحن مكلفون بإسقاط التكليف وإبراء الذمة بإيصال الدعوة كما هي، كما بلغها النبي صلى الله عليه وسلم، وكما امتثل في ذلك لقوله تعالى { بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته }.. هكذا عاش سيد قطب رحمه الله، وهكذا وبهذا كان سيد قطب (مخزن الدعوة) للأجيال التالية.. وبهذا كان سيد قطب مصب بغضاء المنافقين.. فما الذي في الرجل يمكن يلتمس فيه المنافقون أية محبة له؟!! لقد علق على حبل الشرف والعزة.. حبل المشنقة.. وظل معلنا العبودية لله وحده قلبا وعملا .. إيمانا داخليا وتصديقا فعليا حتى آخر لحظة من حياته.. خضوعه لحاكمية الله ظل عليها عملا وتفعيلا حتى آخر لحظة.. حتى حركة الإصبع يكتب بها كلمات.. هذه الإصبع ترتفع لتشير بالتوحيد .. فلا تكتب اعتذارا تقر فيه لطاغية.. هكذا .. هكذا حينما آمن القلب.. صدقت الجوارح.. صدق هذا العضو الصغير .. الإصبع .. الذي يمسك القلم ..


رحمك الله ياسيد فلقد صنعت أسيادا وأقطابا حول العالم بفكرك.. رحمك الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأربعاء، 13 يونيو 2012

كيف الضمير يموت في قلب الرجل؟


كيف الضمير يموت في قلب 
كيف الضمير يموت في قل كيف الضمير يموت في قلب الرجل؟


أنا يا أبي في الدرب مصلوب اليدين
وزوابع الأيام تحملني و لا أدري.. لأين
والناس تعبر فوق أشلائي
ودمعي.. بين.. بين
وبعثت تعتب يا أبي
لم لا تجئ لكي ترى
كيف الضمير يموت في قلب الرجل؟
كيف الأمان يضيع أو يفنى الأمل؟
لم لا تجئ لكي ترى
أن الطريق يضيق حزنا بالبشر؟
أن الظلام اليوم يغتال القمر؟
أن الربيع يجئ.. من غير الزهر؟
لم لا تجئ لكي ترى..
الأرض تأكل زرعها؟
و الأم تقتل طفلها؟

الثلاثاء، 12 يونيو 2012





بــكــل حــب وشــوق
نــســتــقــبــلك ونــفــرش طــريــقـك بــالــوردفي مدونة ابو اياد
ونــعــطــر حــبــر الــكــلــمــات بــالــمــســك والــعــنــبــر
ونــنــتــظــر الإبــداع مــع نــســمــات الــلــيــل
وســكــونــه
لــتــصــل هــمــســات قــلــمــك إلــى قــلــوبــنــا
وعــقــولــنــا
ويكون عملنا خالصا لله وحده

الاثنين، 11 يونيو 2012

هذا هو الطريق... سيد قطب



هذا هو الطريق
{والسماء ذات البروج، واليوم الموعود، وشاهد ومشهود، قتل أصحاب الأخدود، النار ذات الوقود، إذ هم عليها قعود، وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود، وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد، الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد، إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق، إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير، إن بطش ربك لشديد، إنه هو يبدئ ويعيد، وهو الغفور الودود، ذو العرش المجيد، فعال لما يريد...}.

إن قصة أصحاب الأخدود - كما وردت في سورة البروج - حقيقة بأن يتأملها المؤمنون الداعون إلى الله في كل أرض وفي كل جيل، فالقرآن بإيرادها في هذا الأسلوب مع مقدمتها والتعقيبات عليها، والتقريرات والتوجيهات المصاحبة لها... كان يخط بها خطوطا عميقة في تصور طبيعة الدعوة إلى الله، ودور البشر فيها، واحتمالاتها المتوقعة في مجالها الواسع - وهو أوسع رقعة من الأرض، وأبعد مدى من الحياة الدنيا - وكان يرسم للمؤمنين معالم الطريق، ويعد نفوسهم لتلقي أي من هذه الاحتمالات التي يجري بها القدر المرسوم، وفق الحكمة المكنونة في غيب الله المستور.

إنها قصة فئة آمنت بربها، واستعلنت حقيقة إيمانها، ثم تعرضت للفتنة من أعداء جبارين بطاشين مستهترين بحق "الإنسان" في حرية الاعتقاد بالحق والإيمان بالله العزيز الحميد، وبكرامة الإنسان عند الله عن أن يكون لعبة يتسلى بها الطغاة بآلام تعذيبها، ويتلهون بمنظرها في أثناء التعذيب بالحريق!

وقد ارتفع الإيمان بهذه القلوب على الفتنة، وانتصرت فيها العقيدة على الحياة، فلم ترضخ لتهديد الجبارين الطغاة، ولم تفتن عن دينها، وهي تحرق بالنار حتى تموت.

لقد تحررت هذه القلوب من عبوديتها للحياة، فلم يستذلها حب البقاء وهي تعاين الموت بهذه الطريقة البشعة، وانطلقت من قيود الأرض وجواذبها جميعا، وارتفعت على ذواتها بانتصار العقيدة على الحياة فيها.

وفي مقابل هذه القلوب المؤمنة الخيرة الرفيقة الكريمة كانت هناك جبلات جاحدة شريرة مجرمة لئيمة، وجلس أصحاب هذه الجبلات على النار، يشهدون كيف يتعذب المؤمنون ويتألمون، جلسوا يتلهون بمنظر الحياة تأكلها النار، والأناسي الكرام يتحولون وقودا وترابا، وكلما ألقي فتى أو فتاة، صبية أو عجوز، طفل أو شيخ، من المؤمنين الخيرين الكرام في النار، ارتفعت النشوة الخسيسة في نفوس الطغاة، وعربد السعار المجنون بالدماء والأشلاء!

هذا هو الحادث البشع الذي انتكست فيه جبلات الطغاة وارتكست في هذه الحمأة، فراحت تلتذ مشهد التعذيب المروع العنيف، بهذه الخساسة التي لم يرتكس فيها وحش قط، فالوحش يفترس ليقتات، لا ليلتذ آلام الفريسة في لؤم وخسة!

وهو ذاته الحادث الذي ارتفعت فيه أرواح المؤمنين وتحررت وانطلقت إلى ذلك الأوج السامي الرفيع، الذي تشرف به البشرية في جميع الأجيال والعصور.

في حساب الأرض يبدو أن الطغيان قد انتصر على الإيمان، وإن هذا الإيمان الذي بلغ الذروة العالية، في نفوس الفئة الخيرة الكريمة الثابتة المستعلية... لم يكن له وزن ولا حساب في المعركة التي دارت بين الإيمان والطغيان!

ولا تذكر الروايات التي وردت في هذا الحادث، كما لا تذكر النصوص القرآنية، أن الله قد أخذ أولئك الطغاة في الأرض بجريمتهم البشعة، كما أخذ قوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم شعيب وقوم لوط، أو كما أخذ فرعون وجنوده أخذ عزيز مقتدر.

ففي حساب الأرض تبدو هذه الخاتمة اسيفة أليمة!

أفهكذا ينتهي الأمر، وتذهب الفئة المؤمنة التي ارتفعت إلى ذروة الإيمان؟ تذهب مع آلامها الفاجعة في الأخدود؟ بينما تذهب الفئة الباغية، التي ارتكست إلى هذه الحمأة، ناجية؟

حساب الأرض يحيك في الصدر شيء أمام هذه الخاتمة الأسيفة!

ولكن القرآن يعلم المؤمنين شيئا آخر، ويكشف لهم عن حقيقة أخرى، ويبصرهم بطبيعة القيم التي يزنون بها، وبمجال المعركة التي يخوضونها.

إن الحياة وسائر ما يلابسها من لذائذ وآلام، ومن متاع وحرمان... ليست هي القيمة الكبرى في الميزان... وليست هي السلعة التي تقرر حساب الربح والخسارة، والنصر ليس مقصورا على الغلبة الظاهرة، فهذه صورة واحدة من صور النصر الكثيرة.

إن القيمة الكبرى في ميزان الله هي قيمة العقيدة، وإن السلعة الرائجة في سوق الله هي سلعة الإيمان، وإن النصر في أرفع صوره هو انتصار الروح على المادة، وانتصار العقيدة على الألم، وانتصار الإيمان على الفتنة... وفي هذا الحادث انتصرت أرواح المؤمنين على الخوف والألم، وانتصرت على جواذب الأرض والحياة، وانتصرت على الفتنة انتصارا يشرف الجنس البشري كله في جميع الأعصار... وهذا هو الانتصار...


..... سيد قطب

الأحد، 10 يونيو 2012

نبذة من حياة سيد قطب الذي اعدمه عبد الناصر




من هو سيد قطب ( فكرة سريعة وبسيطة )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ


سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي (9 أكتوبر 1906م - 29 أغسطس 1966م) كاتب وأديب ومنظر إسلامي مصري
ولد في 9 أكتوبر 1906م بقرية موشة وهي إحدى قرى محافظة أسيوط. يعتبر من أكثر الشخصيات تأثيرًا في الحركات الإسلامية التي وجدت في بداية الخمسينيات من القرن الماضي، له العديد من المؤلفات والكتابات حول الحضارة الإسلامية، والفكر الإسلامي. هو الابن الأول لأمه بعد أخت تكبره بثلاث سنوات وأخ من أبيه غير شقيق يكبره بجيل كامل. وكانت أمه تريد منه أن يكون متعلمًا مثل أخواله كما كان أبوه عضوًا في لجنة الحزب الوطني وعميدًا لعائلته التي كانت ظاهرة الامتياز في القرية، يضاف إلى ذلك أنه كان دَيِّنًا في سلوكه.

تلقى دراسته الابتدائية في قريته. ثم سافر في سنة 1920م إلى القاهرة، والتحق بمدرسة المعلمين الأولية ونال منها شهادة الكفاءة للتعليم الأولي. بدأ بحفظ القرآن الكريم في السنة الثانية الابتدائي وعمره حوالي ثماني سنوات، وبعد ثلاث سنوات أتم حفظ القرآن كاملًا. ثم التحق بتجهيزية دار العلوم. وفي سنة 1932م حصل على شهادة البكالوريوس في الآداب من كلية دار العلوم. وعمل مدرساً حوالي ست سنوات، ثم شغل عدة وظائف في الوزارة. عين بعد سنتين في وزارة المعارف بوظيفة مراقب مساعد بمكتب وزير المعارف آنذاك إسماعيل القباني، وبسبب خلافات مع رجال الوزارة، قدم استقالته على خلفية عدم تبنيهم لاقتراحاته ذات الميول الإسلامية.
حياته العملية

بدأ قطب متأثراً بحزب الوفد وخصوصًا بكاتبه عباس محمود العقاد وكتاباته الشيقة فقد تأثر كثيراً باعتقادات العقاد وكان من أشد المدافعين عنه إلا أن نظرته إلى الجيل السابق أخذت تتغير شيئاً فشيئًا وصار ينحى باللائمة على ذلك الجيل في تردي أوضاع الأمة، وبدأ بإنشاء منهج اختطه بنفسه وفق ما اقتضته الظروف العصيبة للمجتمع والأمة. وفي عام 1933م أنهى دراسته من دار العلوم وعين موظفًا بست جنيهات في الشهر. عمل في بداية أربعينيات القرن العشرين كمفتش للتعليم وزاد شغفه بالأدب العربي وقام على تأليف كتاب كتب وشخصيات وكتاب النقد الأدبي - أصوله ومناهجه. ثم تحول إلى الكتابة الإسلامية، فكتب كتاب التصوير الفني في القرآن الذي لاقى استحسانًا واسعًا بين الأدباء وأهل العلم.
الدراسة في أمريكا

حصل سيد على بعثة للولايات المتحدة في عام 1948م لدراسة التربية وأصول المناهج وفي عام 1951م، وكان سيد يكتب المقالات المختلفة عن الحياة في أمريكا وينشرها في الجرائد المصرية، ومنها مقال بعنوان ”أمريكا التي رأيت“ يقول فيه ”شعب يبلغ في عالم العلم والعمل قمة النمو والارتقاء، بينما هو في عالم الشعور والسلوك بدائي لم يفارق مدارج البشرية الأولى، بل أقل من بدائي في بعض نواحي الشعور والسلوك“، ويذكر أيضًا الكثير من الحقائق التي عايشها عن الحياة الأمريكية في مختلف تفاصيلها. ويذكر أنه أيضًا سمع على حركة الأخوان المسلمين ومؤسسها حسن البنا هناك، إذ انه عندما تم اغتيال حسن البنا، أخذ الأمريكيون بالابتهاج والفرح مما أثر في نفسية سيد قطب

وجد سيد قطب ضالته في الدراسات الاجتماعية والقرآنية التي اتجه إليها بعد فترة الضياع الفكري والصراع النفسي بين التيارات الثقافية الغربية، ويصف قطب هذه الحالة بأنها اعترت معظم أبناء الوطن نتيجة للغزو الأوروبي المطلق. ولكن المرور بها مكنه من رفض النظريات الاجتماعية الغربية، بل إنه رفض أن يستمد التصور الإسلامي المتكامل عن الألوهية والكون والحياة والإنسان من ابن سينا وابن رشد والفارابي وغيرهم لأن فلسفتهم – في رأيه – ظلال للفلسفة الإغريقية.[4]
ا



في 23 أغسطس عام 1952م عاد سيد من الولايات المتحدة إلى مصر للعمل في مكتب وزير المعارف. وقامت الوزارة على نقله أكثر من مرة، الأمر الذي لم يرق لسيد فقدم استقالته من الوزارة في تاريخ 18 أكتوبر عام 1952م. بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها ازدادت الأحوال المعيشية والسياسية سوءًا ولعبت حركة الإخوان المسلمين دورًا بارزًا في عجلة الإصلاح والتوعية. واستقطبت حركة الإخوان المسلمين المثقفين وكان لسيد قطب مشروع إسلامي يعتقد فيه بأنه:
«لا بد وأن توجد طليعة إسلامية تقود البشرية إلى الخلاص.»



سيد قطب من أوائل منظري فكر السلفية الجهادية:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




اعتبر سيد قطب من أوائل منظري فكر السلفية الجهادية وذلك منذ ستينيات القرن العشرين. ا


وكان يهتم في كتبه بمسألة الحاكمية علي انها من اخص خصائص الالوهية


وان حق التشريع لله وحده وان كل التشريعات الموجودة علي الارض انما هي



اعتداء علي سلطان الله في الارض




سرعان ما اختلف سيد قطب مع الاخوان على منهجية تسيير الأمور مما اضطره إلى الانفصال
********************************************






سرعان ما اختلف سيد قطب مع الاخوان على منهجية تسيير الأمور مما اضطره إلى الانفصال عنهم. في عام 1954م حصلت عملية اغتيال فاشلة لجمال عبد الناصر في منطقة المنشية، واتهم الإخوان بأنهم هم الذين يقفون ورائها، وتم اعتقال الكثيرين منهم وكان سيد أحدهم، حيث تم الزج به بالسجن لمدة 10 أعوام معانيًا شتى أصناف التعذيب في السجن.
المفكر الإسلامي سيد قطب في السجون المصرية.







وقد تدخل الرئيس العراقي الأسبق المشير عبد السلام عارف لدى الرئيس عبد الناصر للإفراج عنه في مايو 1964. ا أنه ما لبث أن اعتقل ثانيةً بعد حوالي ثمانية أشهر بتهمة التحريض على حرق معامل حلوان لإسقاط الحكومة كما حدث في حريق القاهرة. عمل سيد خلال فترة بقائه في السجن على إكمال أهم كتبه: التفسير الشهير ”في ظلال القرآن“ وكتابه ”معالم في الطريق“ و”المستقبل لهذا الدين“.


في يوم 30 يوليو 1965م ألقت الشرطة المصرية القبض على شقيق سيد محمد قطب وقام سيد بإرسال رسالة احتجاج للمباحث العامة في تاريخ 9 أغسطس 1965م. أدت تلك الرسالة إلى إلقاء القبض على سيد والكثير من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين








سيد قطب ولايجوز للعالم ان يأخذ بالرخصة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





سأله أحد إخوانه: لماذا كنت صريحا في المحكمة التي تمتلك رقبتك ؟ قال: ”لأن التورية لا تجوز في العقيدة، وليس للقائد أن يأخذ بالرخص“. ولما سمع الحكم عليه بالإعدام قال:”الحمد لله. لقد عملت خمسة عشر عاما لنيل الشهادة“



العملاق عند تنفيذ حكم الاعدام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


وحُكم عليه بالإعدام مع 6 آخرين وتم تنفيذ الحكم في فجر الاثنين 13 جمادى الآخرة 1386 هـ الموافق 29 أغسطس 1966م.




يوم تنفيذ الإعدام، وبعد أن وضع على كرسي المشنقة يقول عبد الله عزام أنهم قد عرضوا عليه ”أن يعتذر عن دعوته لتطبيق الشريعة ويتم إصدار عفو عنه“، فقال: ”لن أعتذر عن العمل مع الله“.[6] فقالوا له إن لم تعتذر فاطلب الرحمة من الرئيس. فقال: ”لماذا أسترحم؟ إن كنت محكوما بحق فأنا أرتضي حكم الحق، وإن كنت محكوما بباطل، فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل“ [7]، ويروى أيضًا أن الذي قام بعملية تلقينه الشهادتين قبل الإعدام قال له: ”تشهد“، فقال له سيد: ”حتى أنت جئت تكمل المسرحية نحن يا أخي نعدم لأجل لا إله إلا الله، وأنت تأكل الخبز بلا إله إلا الله“.[6]
مؤلفاته

قال المستشار عبد الله العقيل في مجلة "المجتمع" سنة 1972: "إن سيد قد بعث لإخوانه في مصر والعالم العربي أنه لا يعتمد سوى ستة مؤلفات له وهي: هذا الدين، المستقبل لهذا الدين، الإسلام ومشكلات الحضارة، خصائص التصور الإسلامي، في ظلال القرآن، ومعالم في الطريق". وتشير بعض المصادر إلى أن لسيد قطب أكثر من 400 مقالة موزعة على عدد السنين التي كان يكتب فيها، بالإضافة إلى الكثير من القصائد والأشعار التي كانت تمثل رؤيته للحياة. بالإضافة إلى ذلك فأن بعض الأجزاء من كتب سيد قد ضاعت نظرًا لأنه كان يكتب على كل ما يتوفر لديه من ورق، ومن ضمن ذلك أوراق الإدعاء في المحكمة،





بالإضافة إلى أن معظم كتبه أصبحت ممنوعة في مصر في عهد عبد الناصر.


المؤلفات الإسلامية

معالم في الطريق.
هذا الدين.
المستقبل لهذا الدين.
في ظلال القرآن (ثمانية مجلدات تفسير للقرآن الكريم).
العدالة الاجتماعية.
الإسلام والسلام العالمي.
في التاريخ فكرة ومنهاج.
لماذا أعدموني؟ (مجموعة مقالات كتبتها جريدة المسلمون التي تصدر في لندن باعتبارها الشهادة التي كتبها الإمام بخط يده قبل إعدامه.
دراسات إسلامية (مجموعة مقالات).
السلام العالمي والإسلام.
خصائص التصور الإسلامي ومقوماته.
أمريكا من الداخل بمنظار سيد قطب، (مقالات كتبها سيد قطب أيام ابتعاثه في الولايات المتحدة جمع وإعداد صلاح الخالدي).
معركة الإسلام والرأسمالية.

الخميس، 7 يونيو 2012

الي حمدين صباحي الناصري نهدي مذابح المعتقلين في عهد عبد الناصر



من مشاهد مذابح المعتقلين في عهد عبد الناصر



كانت المذبحة كقتل الصهاينة للفلسطينيين، ففي أحد أيام الخميس أصدر مأمور السجن (سيد والي) أوامر بخروج جميع المعتقلين إلى الجبل، وحتى المرضى خرجوا عنوة من المستشفى؛ لكن بعض الضباط من أصحاب الضمير أخبروا مسئولي الإخوان عن مؤامرة للتخلص منهم في الجبل، ونصحونا بعدم الخروج يوم السبت، فكتبنا طلبات لضباط العنابر بعدم رغبتنا في الخروج إلى الجبل؛ خشية على حياتنا وفقًا للائحة السجون، فقاموا بوضع جميع مسئولينا في سجن التأديب؛ حيث الظلام وانعدام التهوية.
وفي صباح السبت ربطوا أعدادًا كبيرة من المساجين "بالجنازير" لنقلهم إلى الجبل، ونجحوا في ذلك في الحجرتين الأولى والثانية، وفي الثالثة فشلوا في إكمال خطتهم؛ حيث تعود أحد إخوتنا على مساعدة السجان في فتح الباب وغلقه، ويومها عندما وجد الضباط اقتربوا من العنبر فتحه وأخرج جميع المعتقلين منها وكان أغلبهم من الإخوان، وبذلك فشلت تلك الخطة؛ حيث أصبحنا جميعًا بالخارج، ولم يتمكنوا من السيطرة علينا واقتيادنا دفعة واحدة، فأعادوا المساجين من الجبل مرة أخرى ظهرًا.
وشرعوا في تنفيذ خطة بديلة؛ عن طريق استخدام كتيبة من الجيش لمحاصرة الأسوار الداخلية للسجن، وأطلقوا الرصاص مباشرة على العنابر   فاستشهد أكثر من عشرين أخًا يومها، ووصل الأمر إلى التصويب على الموجودين في عنبر يسمى (المخزن) من "شُرَّاعة" الحجرة وقتل من فيه، فتم نقل المئات إلى المستشفى، وكلما وجد العساكر أحد جرحى الإخوان ضربوه بـ"الشوم" حتى الموت، وأنهوا المشهد الأخير لذلك اليوم بفرش أرض السجن بجثث القتلى، واضعين قطعًا حديدية وجرادل في أيديهم؛ لتظهر كأنها محاولة عنف ضد السجانين.


** حضرت لجنة خارجية للتحقيق، وعندما وجد ضباط السجن وكلاء النيابة يسألون بشكل هادئ وآدمي عما حدث، تحدثوا معهم؛ فتحولوا فجأة إلى أسلوب السب والضرب والإهانة، وتكييل الاتهامات بالإرهاب وغيرها من التهم الوهمية، وبعد فترة طويلة علمنا أن   
* وكيف تعاملت إدارة السجن مع الناجين من المذبحة؟
** أصيب عدد كبير منَّا بالاكتئاب من هول المشهد، وسقوط جثث الضحايا حولنا وأمام أعيننا، وقامت الإدارة بنقلنا إلى سجن القناطر، وأمضينا فترة طويلة في التعذيب والجلد المستمر، حتى أثناء الذهاب إلى دورة المياه، إلى جانب المنع من الصلاة في المسجد مع المساجين، وخفضوا عدد المعتقلين في العنبر الواحد، وكانوا يزيلون الفرش و"البورش" بالنهار ويعيدوها ليلاً فقط، وبعدما ألهونا بتعذيبنا جسديًّا لمدة طويلة، وظنوا أننا نسينا ما حدث من مذبحة في طره، بدءوا في تخفيف التعذيب قليلاً وفتحوا لنا استخدام الأمانات والتعامل مع الكانتين.
وهكذا استمرت المدة بين أسوار المعتقل، حتى أخرجوا  على دفعات عام 64 بعفو صحي، وخرج الشهيد (سيد قطب) في أوائل عام 65 ليقضي 6 أشهر فقط قبل اعتقاله مرة ثانية.
* كيف كان التعذيب في السجن الحربي؟
** التعذيب في السجن الحربي هو الأشد وليس به رحمة، فكان مقسمًا إلى ثلاث زنازين؛ الأولى مخصصة للتعذيب، والثانية تملأ لأكثر من ثلثيها بالمياه لإجبار المعتقلين على الوقوف باستمرار، والثالثة موضوع بها "عروسة" من الخشب وحبل للجلد.
** وما أبرز قصص التعذيب هناك؟
**أخونا (عبد العدلي علي جبل) قاموا بتعذيبه بالكرابيج أثناء التحقيق معه فتورم جسده كاملاً، وبعدها بأربعة أيام أعادوا الكرَّة مرة أخرى، وجلدوه على نفس الأماكن المتورمة من جسده، وبعدها قام الشاويش عبد المقصود بإلقاء جردل من الماء على جسده فأصبح يشبه الأرنب المسلوخ، وقضى بعدها مدة طويلة جدًّا لا يمكنه النوم على جانبه أو حتى ظهره، فكنا نضع له البطاطين ويستند عليها لينام في وضع الجلوس.
وأخ آخر  والده كان يمتلك مطبعة في منوف، ألقت المباحث القبض على أحد العاملين معه وفي يده ورقة بالأسماء السرية للمحاكمين بأحكام عسكرية، ووجهت له تهمة توزيع منشورات، وعندما وصل إلى السجن الحربي كُسرت رجلاه الاثنتان من شدة التعذيب، وفقد القدرة على المشي وهو في سنٍّ صغيرة، لم يكمل العشرين سنة.
أما اخونا فقتل بـ"الخازوق" حتى الموت، ولم نعلم بوفاته حتى إحضار ابنه- وكان مدرسًا في الفيوم- وأثناء تعذيبه قال سجان لمن يجلد: "حرام عليك مش كفاية موتُّوا أبوه"!.
فكل من استشهد خلال التعذيب في السجن الحربي، تقوم إدارة السجن بالإبلاغ عنه أنه هارب في القسم القريب من منزله، ويقومون هم بدفنه في الصحراء.
اعتقال رضيع
* و
** هذه المرة اعتقلت من منزلي حوالي الساعة الـ12 بعد منتصف الليل في سبتمبر 1965م، واحتجزونا في قسم مصر القديمة، ثم رحلونا إلى سجن القلعة- وهو أحد أكثر السجون خفاءً ومليء بالدهاليز التي لا يعرف عنها الكثيرون شيئًا- بأوامر من عبد الناصر وهو في روسيا؛ حيث أمر باعتقال كل من سبق اعتقاله والمشتبه بهم، فجرت حملة اعتقالات واسعة للإخوان، طالت أكثر من 14 ألفًا، وكان بينهم كبار السن والمرضى، وبعضهم حملوه على نقالة إلى سجن القلعة، وآخر أحضروا زوجته وطفلها الرضيع معها!!.
وطالت مدة الاعتقال إلى سنتين وشهرين، ووجهت خلالها اتهامات لِمَن قرءوا كتاب (معالم على الطريق) لسيد قطب، وكذلك كل من وجدوا الكتاب لديه، ومن المهازل محاكمة (محمد قطب) على كتب كانت تُدرس في الجامعة!!,
المجزر

** نقلونا إلى سجن (قنا) بطريقة غريبة جدًّا، فمع كل سجينين عسكري درجة ثانية، ومع كل اثنين من عساكر الدرجة الثانية عسكري أولى، ومع كل اثنين من عساكر الدرجة الأولى ضابط، وكل ضابط صغير معه رتبة أعلى منه، وأوصلونا إلى السجن المخصص لتجار المخدرات.
وهناك جردونا من ملابسنا وألبسونا ثيابًا قديمة ممزقة، وكان ضابط المباحث يصدر أوامره لمدير أمن قنا حول كيفية معاملتنا، وأذكر أنه كان معنا 3 من الضباط، اثنان مسلمان وآخر مسيحي؛ ولكنه كان أحنهم علينا، ودائمًا ما ردد: "أبي قسيس ويوصيني بكم دائمًا".
وبعد أربعة أشهر انتقلنا مرة أخرى إلى سجن (أبو زعبل)؛ حيث كنا نقسم عدد البلاط علينا؛ لنتمكن من النوم نتيجة لضيق المساحات، وكان التعذيب به أشد من السجن الحربي، فالضباط كانوا يعاملون المعتقلين كالذبائح لدى الجزار، ويجبروننا على خلع ملابسنا كاملة في البرد القارس، بشهري ديسمبر ويناير، والنزول إلى ساحة السجن ليلاً، واحتضان الحديد لفترات طويلة، وكان السجانون يطفئون السجائر في أجسادنا.
وقاموا بنقلنا إلى سجن (مزرعة طره)، ولم يكن به العنابر الجديدة الموجودة نفسها حاليًّا؛ بل مبانٍ قديمة يوضع بها المساجين الذين يعملون بالزراعة.
حتى وقت هزيمة 67، وقبلها العدوان الثلاثي على مصر، عندما حاولت طائرة صهيونية ضرب الإذاعة المجاورة لـ(أبو زعبل)، وحاول الجندي الرد عليها ببندقيته، فألقت الطائرة قنبلة على السجن، فهرب الكثير من السجن، ومن أمسكوه، جاءوا به إلى طره.
* وكيف مرت عليكم مرحلة النكسة وأنتم معتقلون؟
** فور أن سمعنا بالأمر طالبنا بالخروج للمشاركة في الحرب؛ لكن مأمور السجن قال "عندما تنتهي النساء خارج السجن سنخرجكم"، وليلاً جاءت أوامر للمأمور بإخراجنا   للحرب، واشترطوا أن نكون تحت قيادة كمال الدين حسين (أحد الضباط الأحرار)، لإبادتنا في الحرب  حتى تخلو لهم البلد   بدلاً من الجبل، فرفضنا، واستمررنا في تدريباتنا من داخل السجن، حتى الإعلان عن الإنذار الروسي والاتفاق على خروج الصهاينة من قناة السويس، ودخول قوات دولية إلى سيناء.
الحالة النفسية
*
** الحالة النفسية التي وصلنا إليها والإهانات المعنوية كانت أكثر إيلامًا من التعذيب الجسدي، وكذلك قلة الطعام وندرته باستمرار، وأحيانًا كانوا يقومون بتكدير السجون كافة، ومنع الطعام عن المعتقلين.
* ي منها بنتان وولد.


* سمعنا عن قسوة المعاملة التي تلقاها بعض ضباط الجيش على أيدي رجال عبد الناصر، فما حقيقة ذلك؟
** الأمر حقيقي، فالكثير من ضباط الجيش من زملاء عبد الناصر كانوا يعذبون بالسجن الحربي، والأطواق تربط في رقابهم وتضيق حتى ينتفخ الدم في عروقهم، وأحدهم الضابط الذي كان وصيًّا على العرش، فعبد الناصر لم يكن لديه رحمة هو ورجاله مطلقًا، كما عذَّب كل أصحاب الفضل عليه، ومنهم (صالح أبو الخير) الذي كانت يستضيف اجتماعات الضباط الأحرار في بيته قبل الثورة، وعذبه في السجن الحربي.
فتلك شيمة عبد الناصر وأتباعه، وأذكر خلال زيارة المحافظ سعد زايد للسجن أنه وجد أحد المعتقلين يصرخ من التعذيب ويقول: "يا رب يا رب"، فقال بصوت مرتفع: "هاتوه، لو نزل ربك ده هاحبسه معاك"

أغضب





اغضب

 عندما تري العسكري ينتهك حرمتى


انتهك حرمة مسجدي وذبح اولاد بلدي
 
 
فالأرض تحزن حين ترتجف النسور
 
ويحتويها الخوف والحزن الجسور
 
الأرض تحزن حين يسترخى الرجال
  
 
ويشعرون بضياع الامال
 
 
 
اغضب
 
 فالحرمات تنتهك والاطفال تتيتم والمسلمات تأسر 



اغضب



انتهكت حرمت المسجد وقتلوا الشباب
 
 
فان بداية الاشياء اولها الغضب 
 
و نهاية الاشياء اخرها الغضب و الدين اولي بالغضب
 
 
 
اغضب
 
 
إذا لاحت أمامك
 
 
صورة  الخونة يبتسمون
 
 
والدنيا خرابٌ وامامك وطنٌ حزين
 
 
ابصـُق على الشاشات
 
 
اغضب
 
 
ولا تُسمع أحد
 
 
أ سمع أنين الأرض حين تضم في أحشائها عطر الجسد
 
 
أ سمع ضميرك حين يطويك الظلام .. وكل شئ في الجوانح قد همد
 
 
والنائمون على العروش فحيح طاغوت تجبّر .. واستبد
 
 
لم يبق غير الموت
 
 
 
إما أن تموت فداء دينك الجد
 
 
أو تـُباع لأي وغد
 
 
 
مت في ثراها
 
 
إن للأوطان سراً لا يعرفه احد

السبت، 2 يونيو 2012

الخونة بيقولوا مفيش دليل ؟؟





    الخونة بيقولوا مفيش دليل ؟؟

أنا الدليل ..
أنا الدم اللى سال ع الأرض
ما استكفِـيت ..
أنا العين اللى صابها الغدر
و اتصفِّـيت ..
أنا الأم اللى حرقوا فؤادها ع الغالى
و لبست شال محنِّى بدمه و اتدفِّـيت ..

أنا الدليل ..
أنا المخنوق  بسم الغاز على الكوبرى ..
أنا المضروب  بمِية خرطوش على ضهرى ..
أنا اللى العمر راح محنة ورا محنة ..
و قلت شاريكى ولا مرة نفَد صبرى ..

أنا المجنى عليه و اليوم بقيت جانى ..
واللى قتلنى برئ و عيونه ناكرانى ..
خرجوا الديابة من القفص أحرار ...
و انا اللى لسه سجين محبوس في أكفانى ..

يا نكسة كانت في التاريخ و اليوم بقِت وكسة ..
يا قلوب و متلونة بالغدر و الخِســة ..
لو كنتوا فاكرين حلمنا ممكن يموت ..
متفرحوش ..

نـــار القصاص و الدم هيتشتعل لســه