الاثنين، 23 أبريل 2012

غربــــــــــــــــــــــــــــاء



غربــــــــــــــــــــــــــــاء




قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بدأ الإسلام غريبا ً، وسيعود غريبا ً، فطوبى للغرباء " هذا الحديث الجليل رواه مسلم في صحيحه، وأحمد في مُسْنده، كما رواه الترمذي وإبن ماجه، ولقد جاء في بعض رواياته زيادة هي: قيل يا رسول الله: من الغرباء؟. قال: النزَّاع من القبائل ( أي أهل الخير القليلون ). وفي رواية قيل: ومن هم يا رسول الله ؟. قال الذين يُصْلحون ما أفسد الناس. وفي رواية: الذين يفرون بدينهم من الفتن. وهذا الحديث يصور أمرين مهمين، أولهما وقع بالفعل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والآخر هو ما أخبر بوقوعه بعد عهده، ويأتي بعد الأمرين حكم رسول الله الطيب للغرباء سواء أكانو على عهده، أم أتوا بعد ذلك. ومعنى " بدأ الإسلام غريبا ": أن الإسلام جاء على حين فترة من الرسل، والناس في ضلالة عمياء وجهالة جهلاء، فلا حدود ولا قيود ولا أخلاق، فأعرض عنه المتكيرون والمتجبِّرون والباغون في الأرض، واستجاب له في أول الأمر قلة مُسْتضعفون، تعرّضَوا للإضطهاد والتعذيب والمقاومة، حتى اضطروا أن يستخفوا بدينهم حينا ً، وأن يتحملوا مقاطعة الناس لهم حينا ً، وأن يهاجروا أكثر من مرة، ومنهم من قُتل في سبيل دينه. ثم ظهر الإسلام، وعز وانتصر، وجاء الفتح الأكبر، ونزل قول الله سبحانه وتعالى: "إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا" وسيعود غريبا كما بدأ"، وهذه إشارة إلى ما ظهر في الناس بعد ذلك من الفتن والضلال عن الصراط المستقيم، والإستجابة للشهوات والأهواء، وكثرة الطوائف والفرق، مع ما بينها من إختلاف وتشاحن، وإذا كانت الكثرة قد انحرفت، فإن طائفة مؤمنة تبقى على يقينها وإيمانها، وهي التي أشار إليها سيد الخلق صلوات الله وسلامه عليه: " بقوله لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك "، وقد سُئل الرسول عن الغرباء، فقال: "الذين يحيون ما أمات الناس من سُنَّتي". والمعروف أن الصالحين في زمن الفتن يكونون غُرباء مُعَرَّضين لهجوم المُتطاولين وسُخرية الساخرين، وأنهم يُعانون في سبيل المحافظة على عقيدتهم ودينهم ومبادئهم، ولذلك روى الترمذي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يأتي على الناس زمان القابض فيه كالقابض على الجمر". ولقد قال النبي يوما ً – كما يروي الترمزي -: "إنكم في زمان من ترك عُشر ما أُمر به هلك، ثم يأتي زمان من عمل منكم بعُشر ما أُمِر به نجا"، "فطوبى للغرباء": قيل إن "طوبى" اسم للجنة, وقيل شجرة في الجنة، وقيل أن طوبى هو كل مُسْتطاب في الجنة، وقيل إن طوبى هي " فعْلى" من الطيب. ومهما يكن المعنى فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وعد الغرباء -على المعنى السابق- بالخير والثواب الحسن، ومن هنا نجد النبي صلى الله عليه وسلم يوصي ابن عمر يقوله: "كن في الدنيا كأنك غريب، فكأنك في الدنيا ولم تكن، وبالآخرة ولم تزل، وعد نفسك من أهل القبور". وكذلك سيصير الإسلام في آخر الزمان -ولعله هذا الزمان- غريبا بين أهله، وبين المُنتسبين إليه، وبين الآكلين ما شاؤوا باسمه، وسينصر هذا الدين قومٌ غُرباء لم يكونوا مُنتسبين إليه من قبل، ولم ينشؤوا في دياره من قبل. وكأن هذا إنذار من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته أن يحذروا وقوع تلك الغربة للإسلام على أيديهم، حتى لا يُحْرَموا نعمة الإستمساك به، والغيرة عليه، والدفاع عنه. ومنذ عصور متطاولة والسلف الصالح يشكون ظهور الغربة في مجتمعاتهم، ويقررون أنهم أدركوا غربة الإسلام في حياتهم، فكيف لو أدركوا عصورا ُجاءت بعدهم فزاد الإسلام غربة بين الناس؟!. نسأل الله جل جلاله أن يوفقنا للإعتصام بحبله، والإستمساك بشرعته، والإهتداء بهدي رسوله عليه الصلاة والسلام، وعلى الله قصد السبيل.



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بدأ الإسلام غريبا ً، وسيعود غريبا ً، فطوبى للغرباء " هذا الحديث الجليل رواه مسلم في صحيحه، وأحمد في مُسْنده، كما رواه الترمذي وإبن ماجه، ولقد جاء في بعض رواياته زيادة هي: قيل يا رسول الله: من الغرباء؟. قال: النزَّاع من القبائل ( أي أهل الخير القليلون ). وفي رواية قيل: ومن هم يا رسول الله ؟. قال الذين يُصْلحون ما أفسد الناس. وفي رواية: الذين يفرون بدينهم من الفتن. وهذا الحديث يصور أمرين مهمين، أولهما وقع بالفعل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والآخر هو ما أخبر بوقوعه بعد عهده، ويأتي بعد الأمرين حكم رسول الله الطيب للغرباء سواء أكانو على عهده، أم أتوا بعد ذلك. ومعنى " بدأ الإسلام غريبا ": أن الإسلام جاء على حين فترة من الرسل، والناس في ضلالة عمياء وجهالة جهلاء، فلا حدود ولا قيود ولا أخلاق، فأعرض عنه المتكيرون والمتجبِّرون والباغون في الأرض، واستجاب له في أول الأمر قلة مُسْتضعفون، تعرّضَوا للإضطهاد والتعذيب والمقاومة، حتى اضطروا أن يستخفوا بدينهم حينا ً، وأن يتحملوا مقاطعة الناس لهم حينا ً، وأن يهاجروا أكثر من مرة، ومنهم من قُتل في سبيل دينه. ثم ظهر الإسلام، وعز وانتصر، وجاء الفتح الأكبر، ونزل قول الله سبحانه وتعالى: "إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا" وسيعود غريبا كما بدأ"، وهذه إشارة إلى ما ظهر في الناس بعد ذلك من الفتن والضلال عن الصراط المستقيم، والإستجابة للشهوات والأهواء، وكثرة الطوائف والفرق، مع ما بينها من إختلاف وتشاحن، وإذا كانت الكثرة قد انحرفت، فإن طائفة مؤمنة تبقى على يقينها وإيمانها، وهي التي أشار إليها سيد الخلق صلوات الله وسلامه عليه: " بقوله لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك "، وقد سُئل الرسول عن الغرباء، فقال: "الذين يحيون ما أمات الناس من سُنَّتي". والمعروف أن الصالحين في زمن الفتن يكونون غُرباء مُعَرَّضين لهجوم المُتطاولين وسُخرية الساخرين، وأنهم يُعانون في سبيل المحافظة على عقيدتهم ودينهم ومبادئهم، ولذلك روى الترمذي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يأتي على الناس زمان القابض فيه كالقابض على الجمر". ولقد قال النبي يوما ً – كما يروي الترمزي -: "إنكم في زمان من ترك عُشر ما أُمر به هلك، ثم يأتي زمان من عمل منكم بعُشر ما أُمِر به نجا"، "فطوبى للغرباء": قيل إن "طوبى" اسم للجنة, وقيل شجرة في الجنة، وقيل أن طوبى هو كل مُسْتطاب في الجنة، وقيل إن طوبى هي " فعْلى" من الطيب. ومهما يكن المعنى فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وعد الغرباء -على المعنى السابق- بالخير والثواب الحسن، ومن هنا نجد النبي صلى الله عليه وسلم يوصي ابن عمر يقوله: "كن في الدنيا كأنك غريب، فكأنك في الدنيا ولم تكن، وبالآخرة ولم تزل، وعد نفسك من أهل القبور". وكذلك سيصير الإسلام في آخر الزمان -ولعله هذا الزمان- غريبا بين أهله، وبين المُنتسبين إليه، وبين الآكلين ما شاؤوا باسمه، وسينصر هذا الدين قومٌ غُرباء لم يكونوا مُنتسبين إليه من قبل، ولم ينشؤوا في دياره من قبل. وكأن هذا إنذار من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته أن يحذروا وقوع تلك الغربة للإسلام على أيديهم، حتى لا يُحْرَموا نعمة الإستمساك به، والغيرة عليه، والدفاع عنه. ومنذ عصور متطاولة والسلف الصالح يشكون ظهور الغربة في مجتمعاتهم، ويقررون أنهم أدركوا غربة الإسلام في حياتهم، فكيف لو أدركوا عصورا ُجاءت بعدهم فزاد الإسلام غربة بين الناس؟!. نسأل الله جل جلاله أن يوفقنا للإعتصام بحبله، والإستمساك بشرعته، والإهتداء بهدي رسوله عليه الصلاة والسلام، وعلى الله قصد السبيل.

الأحد، 15 أبريل 2012

اننا نواجه العلمانية فما معنى العلمانية




العلمانية
التعريف : العلمانية وترجمتها الصحيحة : اللادينية أو الدنيوية ، وهي دعوة إلى إقامة الحياة على العلم الوضعي والعقل ومراعاة المصلحة بعيداً عن الدين وتعني في جانبها السياسي بالذات اللا دينية في الحكم ، وهي اصطلاح لا صلة له بكلمه العلم الوضعي والعقل ومراعاة المصلحة بعيدا عن الدين وتعني في جانبها بالذات اللادينية في الحكم ، وهي اصطلاح لا صلة له بكلمه العلم وقد ظهرت في أوربا منذ القرن السابع عشر وانتقلت إلى الشرق في بداية القرن التاسع عشر وانتقلت بشكل أساسي إلى مصر وتركيا وإيران ولبنان وسوريا ثم تونس ولحقتها العراق في نهاية القرن التاسع عشر . أما بقية الدول العربية فقد انتقلت إليها في القرن العشرين ،وقد اختيرت كلمه علمانية لأنها اقل إثارة من كلمه لادينية .
ومدلول العلمانية المتفق عليه يعني عزل الدين عن الدولة وحياة المجتمع وإبقاءه حبيساً في ضمير الفرد لا يتجاوز العلاقة الخاصة بينه وبين ربه فان سمح له بالتعبير عن نفسه ففي الشعائر التعبدية والمراسم المتعلقة بالزواج والوفاة ونحوهما.
تتفق العلمانية مع الديانة النصرانية في فصل الدين عن الدولة حيث لقيصر سلطة الدولة ولله سلطة الكنيسة وهذا واضح فيما ينسب للسيد المسيح من قوله :( إعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله ) . أما الاسلام فلا يعرف هذه الثنائية والمسلم كله لله وحياته كلها لله ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ) سورة الأنعام : آية 162
التأسيس وابرز الشخصيات : · انتشرت هذه الدعوة في أوربا وعمت أقطار العالم بحكم النفوذ الغربي والتغلغل الشيوعي . وقد أدت ظروف كثيرة قبل الثورة الفرنسية سنة 1789م وبعدها إلى انتشارها الواسع وتبلور منهجها وأفكارها وقد تطورت الأحداث وفق الترتيب التالي :
- تحول رجال الدين إلى طواغيت ومحترفين سياسيين ومستبدين تحت ستار الاكليريوس والرهبانية والعشاء الرباني وبيع صكوك الغفران .
- وقوف الكنيسة ضد العلم وهيمنتها على الفكر وتشكيله ا لمحاكم التفتيش واتهام العلماء بالهرطقة ، مثل:
1- كوبرنيكوس :
نشر عام 1543م كتاب حركات الأجرام السماوية وقد حرمت الكنيسة هذا الكتاب .
2- جرادانو:
صنع التلسكوب فعذب عذاباً شديداً وعمره سبعون سنة وتوفي سنة 1642م.
3- سبينوزا :
صاحب مدرسة النقد التاريخي وقد كان مصيره الموت مسلولاً .
4- جون لوك :
طالب بإخضاع الوحي للعقل عند التعارض .
ظهور مبدا العقل والطبيعة :
فقد اخذ العلمانيون يدعون الى تحرر العقل وإضفاء صفات الإله على الطبيعة .
- الثورة الفرنسية :
نتيجة لهذا الصراع بين الكنيسة وبين الحركة الجديدة من جهة اخرى ، كانت ولادة الحكومة الفرنسية سنة 1789م وهي أول حكومة لا دينية تحكم باسم الشعب . وهناك من يرى أن الماسون استغلوا أخطاء الكنيسة والحكومة الفرنسية وركبوا موجة الثورة لتحقيق ما يمكن تحقيقه من أهدافهم .
-
جان جاك روسو سنة 1778له كتاب العقد الاجتماعي الذي يعد إنجيل أ الثورة ، مونتسكيو له روح القوانين , سبينوزا ( يهودي) يعتبر رائد العلمانية باعتبارها منهجا للحياة والسلوك وله رسالة في اللاهوت والسياسة ، فولتير صاحب القانون الطبيعي كانت له الدين في حدود العقل وحده سنة 1804م ،وليم جودين 1793م له العدالة السياسية ودعوته فيه دعوة علمانية صريحة .
-
ميرابو : الذي يعد خطيب وزعيم وفيلسوف الثورة الفرنسية .
-
سارت الجموع الغوغائية لهدم الباستيل وشعارها الخبز ثم تحول شعارها الى ( الحرية والمساواة والإخاء ) وهو شعار ماسوني و( لتسقط الرجعية ) وهي كلمة ملتوية تعني الدين وقد تغلغل اليهود بهذا الشعار لكسر الحواجز بينهم وبين أجهزة الدولة وإذابة الفوارق الدينية وتحولت الثورة من ثورة على مظالم رجال الدين الى ثورة على الدين نفسه .
-
نظربة التطور : ظهر كتاب أصل الأنواع سنة 1859م لتشارز دارون الذي يركز على قانون الانتقاء الطبيعي وبقاء الأنسب وقد جعلت الجد الحقيقي للإنسان جرثومة صغيرة عاشت في مستنقع راكد قبل ملايين السنين ، والقرد مرحلة من مراحل التطور التي كان الإنسان آخرها . وهذا النظرية التي أدت الى انهيار العقيدة الدينية ونشر الإلحاد وقد استغل اليهود هذه النظرية بدهاء وخبث .
-
ظهور نيتشه :وفلسفته التي تزعم بأن الإله قد مات وأن الإنسان الأعلى (السوبر مان ) ينبغي أن يحل محله .
-
دور كايم ( اليهودي ) : جمع بين حيوانية الإنسان وماديته بنظرية العقل الجمعي .
-
فرويد ( اليهودي ) :اعتمد الدافع الجنسي مفسرا لكل الظواهر .والإنسان في نظره حيوان جنسي
-
كارل ماركس ( اليهودي ) : صاحب التفسير المادي للتاريخ الذي يؤمن بالتطور الحتمي وهو داعية الشيوعية ومؤسسها والذي اعتبر الدين أفيون الشعوب .
-
جان بول سارتر : في الوجودية وكولن ولسون في اللامنتمي : يدعوان إلى الوجودية والإلحاد .
- الاتجهات العلمانية في العالم الإسلامي نذكر نماذج منها :
1- في مصر :
دخلت العلمانية مصر مع حملة نابليون بونابرت . وقد اشار اليها الجبرتي الجزء المخصص للحملة الفرنسية على مصر واحداثها – بعبارات تدور حول معنى العلمانية وان لم تذكر الفظة صراحة .أما أول من استخدم هذا المصطلح العلمانية فهو نصراني يدعى اليأس بقطر في معجم عربي فرنسي من تأليفه سنة 1827 م .وادخل الخديوي اسماعيل القانون الفرنسي سنة 1883م،وكان هذا الخديوي مفتونا بالغرب ،وكان أمله أن يجعل من مصر قطعة من أوروبا .
2- الهند:
حتى سنة 1791م كانت الاحكام وفق الشريعة الاسلامية ثم بدأ التدرج من هذا التاريخ لإلغاء الشريعة الإسلامية بتدبير الإنجليز وانتهت تماما في أواسط القرن التاسع عشر .
3- الجزائر :
إلغاء الشريعة الإسلامية عقب الاحتلال الفرنسي سنة 1830 م .
4- تونس :
أدخل القانون الفرنسي فيها سنة 1906 م.
5– المغرب:
ادخل القانون الفرنسي فيها سنة 1913م.
6- تركيا
لبست ثوب العلمانية عقب إلغاء الخلافة واستقرار الأمور تحت سيطرة مصطفى كمال أتاتورك ، وان كانت قد وجدت هناك إرهاصات ومقدمات سابقة .
7- العراق والشام :
الغيت الشريعة أيام إلغاء الخلافة العثمانية وتم تثبيت أقدام الإنجليز والفرنسيين فيها .
8- معظم أفريقيا :
فيها حكومات نصرانية امتلكت السلطة بعد رحيل الإستعمار
9- أندونيسيا
ومعظم بلاد جنوب شرق اسيا دول علمانية .
10-إنتشار الأحزاب العلمانية والنزاعات القومية :
حزب البعث ،الحزب القومي السوري ،النزعة الفرعونية ،النزعة الطورانية ،القومية العربية .

11- من اشهر دعاة العلمانية في العالم العربي الإسلامي : احمد لطفي السيد ، إسماعيل مظهر ، قاسم امين ، طه حسين ، عبد العزيز فهمي ، ميشيل عفلق ،أنطوان سعادة ، سوكارنو ، سوهارتو ، نهرو، مصطفى كمال اتاتورك ،جمال عبد الناصر ، أنور السادات ( صاحب شعار لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين ) ، د. فؤاد زكريا ، د. فرج فودة وقد اغتيل بالقاهرة مؤخرا ، وغيرهم .
الأفكار والمعتقدات :
*
بعض العلمانين ينكر وجود الله أصلاً .
*
وبعضهم يؤمنون بوجود الله لكنهم يعتقدون بعدم وجود آية علاقة بين الله وبين حياة الانسان .
*
الحياة تقوم على أساس العلم المطلق وتحت سلطان العقل والتجريب .
*
إقامة حاجز بين عالمي الروح والمادة والقيم الوحية لديهم قيم سلبية .
*
فصل الدين عن السياسة وإقامة الحياة على أساس مادي .
*
تطبيق مبدأ النفعية على كل شئ في الحياة .
*
اعتماد مبدأ الميكافيلية في فلسفة الحكم والسياسية والاخلاق .
*
نشر الإباحة والفوضى الأخلاقية وتهديم كيان الأسرة باعتبارها النواة الأولى في البنية الاجتماعية . أما معتقدات العلمانية في العالم الاسلامي والعربي التي انتشرت بفضل الاستعمار والتبشير فهي :
*
الطعن في حقيقة الإسلام والقرآن والنبوة
*
الزعم بان الإسلام استنفذ أغراضه وهو عبارة عن طقوس وشعائر روحية
*
الزعم بان الفقه الاسلامي مأخوذ عن القانون الروماني .
*
الوهم بأن الإسلام لا يتلائم مع الحضارة ويدعو إلى التخلف .
*
الدعوة إلى تحرير المرأة وفق الأسلوب الغربي .
*
تشويه الحضارة الإسلامية وتضخيم حجم الحركات الهدامة في التاريخ الاسلامي والزعم بأنها حركات إصلاح .
*
إحياء الحضارات القديمة .
*
اقتباس الأنظمة والمناهج اللادينية عن المغرب ومحاكاته فيها .
*
تربية الأجيال تربية لادينية .

· إذا كان هناك عذر لوجود العلمانية في الغرب فليس هناك أي عذر لوجودها في بلاد المسلمين لأن النصراني إذا حكمه قانون مدني وضعي لا ينزعج كثيراً ولا قليلا لأنه لا يعطل قانون فرضه علية دينه وليس في دينه ما يعتبر منهجا للحياة ، أما مع المسلم فالأمر مختلف حيث يوجب عليه إيمانه الاحتكام لشرع الله . ومن ناحية أخرى كما يقول الدكتور يوسف القرضاوي – فإنه إذا انفصلت الدولة عن الدين بقي الدين النصراني قائما في ظل سلطته القوية الفتية المتمكنة وبقيت جيوش من الراهبين والراهبات والمبشرين والمبشرات تعمل في مجالاتها المختلفة دون أن يكون للدولة عليهم سلطان بخلاف ما لو فعلت ذلك دولة إسلامية فأن النتيجة أن يبقى الدين بغير سلطان يؤيده ولا قوة تسنده حيث لا بابوية ولا كهنوت ولا اكلريوس وصدق الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه حين قال ( إن الله يزع بالسلطان ما لايزع بالقرآن ) .
الجذور الفكرية والعقائدية :
*
العداء المطلق للكنيسة أولا وللدين ثانيا أياً كان ، سواء وقف إلى جانب العلم أم عاداه .
*
لليهود دور بارز في ترسيخ العلمانية من أجل إزالة الحاجز الديني الذي يقف أمام اليهود حائلا بينهم وبين أمم الأرض .
*
يقول الفرد هوايت هيو : ( ما من مسالة ناقض العلم فيها الدين إلا وكان الصواب بجانب العلم والخطأ حليف الدين ) وهذا القول إن صح بين العلم واللاهوت في اوروبا فهو قول مردود ولا يصح بحال فيما يخص الاسلام حيث لا تعارض إطلاقاً بين الاسلام وبين حقائق العلم ، ولم يقم بينها أي صراع كما حدث في النصرانية . وقد نقل عن أحد الصحابة قوله عن الاسلام : ( ما أمر بشئ ، فقال العقل : ليته نهى عنه ، ولا نهى عن شئ فقال العقل ليته أمر به ) وهذا القول تصدقه الحقائق العلمية والموضوعية وقد أذعن لذلك صفوة من علماء الغرب وفصحوا عن إعجابهم وتصديقهم لتلك الحقيقة في مئات النصوص الصادرة عنهم .
*
تعميم نظرية (العداء بين العلم من جهة والدين من جهة ) لتشمل الدين الاسلامي على الرغم أن الدين الاسلامي لم يقف موقف الكنيسة ضد الحياة والعلم حتى كان الاسلام سباقاً إلى تطبيق المنهج التجريبي ونشر العلوم .
*
إنكار الآخرة وعدم العمل لها واليقين بان الحياة الدنيا هي المجال الوحيد لماذا يرفض الاسلام العلمانية
*
لانها تغفل طبيعة الانسان البشرية باعتبارها مكونة من نفس وروح فتهتم بمطالب جسمة ولاتلقي اعتبارا لاشواق روحة .
*
لانها نبتت في البيئة الغربية وفقا لظروفها التاريخية والاجتماعية والسياسية وتعتبر فكرا غريبا في بيئتنا الشرقية
*
لانها تفصل الدين عن الدولة فتفتح المجال للفردية والطبقية والعنصرية والمذهبية والقومية والحزبية والطائفية .
*
لانها تفسح المجال لانتشار الالحاد وعدم الانتماء والاغتراب والتفسخ والفساد والانحلال.
لانها تجعلنا نفكر بعقلية الغرب ، فلا ندين العلاقات الحرة بين الجنسين وندوس على اخلاقيات المجتمع ونفتح الابواب على مصراعيها للممارسات الدنيئة ,وتبيح الربا وتعلي من قدر الفن للفن ,ويسعى كل انسان لاسعاد نفسة ولو على حساب غيرة .
*
لانها تنقل الينا امراض المجتمع الغربي من انكار الحساب في اليوم الاخر ومن
ثم تسعى لان يعيش الانسان حياة متقلبة منطلقة من قيد الوازع الديني ، مهيجة الغرائز الدنيوية كالطمع والمنفع وتنازع البقاء ويصبح صوت الضمير عدما .
* مع ظهور العلمنية يتم تكريس التعليم لدراسة ظواهر الحياة الخاضعة للتجريب والمشاهدة وتهمل امور الغيب من ايمان با لله والبعث والثواب والعقاب , وينشا بذلك مجتمع ٍغايته متاع الحياة وكل لهو رخيص .
الانتشار ومواقع النفوذ :
بدات العلمانية في اوروبا وصار لها وجود سياسي مع ميلاد الثورة الفرنسية سنة 1789م . وقد عمت اوروبا في القرن التاسع عشر وانتقلت لتشمل معظم دول العالم في السياسة والحكم في القرن العشرين بتأثير الاستعمار والتبشير .
يتضح مما سبق : ان العلمانية دعوة إلى إقامة الحياة على أسس العلم الوضعي والعقل بعيدا عن الدين الذي يتم فصلة عن الدولة وحياة المجتمع وحبسة في ضمير الفرد ولا يصرح بالتعبير عنة الا في أضيق الحدود . وعلى ذلك فأن الذي يؤمن بالعلمانية بديلا عن الدين ولا يقبل تحكيم
*
الشرعية الإسلامية .في كل جوانب الحياة ولا يحرم ما حرم الله يعتبر مرتدا ولا ينتمي الى الإسلام . والواجب اقامة الحجة علية حتى واستتابتة حتى يدخل في حضيرة الإسلام والا جرت علية أحكام المرتدين المارقين في الحياة وبعد الوفاة .

الاثنين، 2 أبريل 2012

الخلافة الاسلامية التى تقلق الغرب


الخلافة  الاسلامية التى  تقلق الغرب



 ، أسمحوا لي أن أستعيرَ مُقدمتي من بات بوكنان المستشارِ الأعلى لثلاثةٍ من رؤساءِ أمريكا السابقين (نيكسون، فورد، ريغان) ومرشحٍ سابقٍ للرئاسة الأمريكية وهوَ أيضاً صحفيٌ مشهورٌ.

كان قد كتبَ مقالاً عام 2006 بعنوان "الفكرةُ التي قد آن أوانُها" ويقصدُ بها فكرةَ
الخلافة حيثُ قالَ في مقالتهِ، "فيما تضمحلٌّ المسيحيةُ وتموتُ في أوروبا، فإنَّ الإسلامَ ينهضُ من جديدٍ ليَهٌزَّ القرنَ الواحدَ والعشرين، كما فعلَ لقرونٍ كثيرةٍ ماضية " ويضيف "إنَّ الفكرةَ التي يقاتِلٌنا من أجلها مُعظمُ خصومُنا هي فكرةٌ قاهرةٌ، فهم يؤمنونَ بأنهُ لا إله إلا الله وأن محمداً رسولُ الله وأنَّ القرآنَ هو السبيلُ الوحيدُ للجنة، وأنَّ المجتمعَ ينبغي أن يُحكَمَ بالشريعةِ التي تُمَثِّلُ نظامَ الإسلامِ، ولقد أدركَ المسلمونَ بعد تجاربَ كثيرةٍ فاشلةٍ، أنَّ ملاذَهُمُ الوحيدُ إنما هو في إسلامِِم ولا شئ سواه" وَيُقرُّ "إنه لا يوجَدُ قوةٌ مهما عَظُمت يُمكِنُ أن تَمنَعَ قِيامَ فِكرةٍ قَد آنَ أوانها".

أيها الأخوة:-
إن معرفَةَ واقعِ الأمةِ الإسلاميةُ وَسَيرِها اليومَ، عملٌ يتطلبُ إمكاناتٍ كبيرةٍ على مستوى دول، وليس أفراد، وهذا العملُ قامت به الدولُ الكبرى وخاصةً الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيةُ، التي تَنظُرُ للأمامِ عشراتِ السنين، وتتطلعُ لِحُكم العالم بمعرفةِ عَدُوِّها وإمكانياته، وذلكَ من خلالِ مراكزِ الدراساتِ ومؤسساتِ التخطيطِ الإستراتيجية، والإداراتِ المَوسعةَ للاستفتاءات والاستبيانات وأجهزةِ المخابرات التي تتجسسُ وتجمعُ المعلوماتِ وتدرسُ الشعوبَ والأممَ وكذلكَ من خِلالِ النَّدواتِ والمؤتمراتِ والبرامجِ المختلفة، وبذلك تحظى الولاياتُ المتحدة خاصة
والغرب عامة بدقةٍ نسبيةٍ في الحكمِ على واقعِ الأمةِ الإسلاميةِ وحقيقةِ سيرِ العملِ للخلافة. وبناءاً عليه سوفَ نَستعرضُ على عُجالةٍ بعضَ الدراساتِ وتصريحاتِ الساسة الَمدروسةِ حول هذهِ القضية، والتي تُمَثِلُ مرآةً تعكسُ الواقعَ، حتى نَتَعَّرفَ على واقعِ الأمةِ اليوم، وواقعِ مشروعِ الخَلافة:-
في العام 2002 قامَ جهازُ المخابراتِ الألمانيِّ بالتحذيرِ من قيامِ الخلافة، حيث قامَ ارغست هايننغ الذي يترأسُ واحداً من أنشطِ أجهزةِ الاستخباراتِ الدوَّلية، بجولةٍ في الدولِ العربية، اجتمعَ خلالها بقادةِ أجهزةِ المخابراتِ مُحَذَّراً إيْاهُم من هجومٍ واسعٍ هدفُهُ إقامةُ دولةِ
الخلافة في المنطقة، و في العام 2005 نشرت رويترز واشنطن تقريراً لخبراءِ المجلسِ القوميِّ للبحوثِ التابع للاستخبارات الأمريكية CIA والذي شاركَ في إعدادهِ 1000 خبيرٍ خلال 30 مؤتمرٍ في خمسِ قاراتٍ، وَرَسَمَ التقريرُ السيناريوهاتِ المتوقعةِ بناءاً على الوقائعِ الجاريةِ لما ستؤولُ إليه الأوضاعُ الدوليةُ في الخمسةِ عشَرَ سنةٍ القادمة. وكان السيناريو الثالث، هو قيامُ الخلافة وكيفيةُ تعاملِ الولاياتِ المتحدةِ معها، أما نائبُ رئيسِ مجلسِ الدوما(البرلمان الروسي) يرى في كتابةِ "روسيا.... أمبراطويةً ثالثة" أنَّ العالمَ في طريقةِ لأن يتألفَ من خمسِ دولٍ كُبرى هي الصين، روسيا، كونفدرالية في الأمريكيتين، ودولة الخلافةِ الممتدة من جاكرتا إلى طَنجة وغالبيةِ أقاليم أفريقيا، والهندِ إذا تخلصت من النفوذِ الإسلاميِّ الذي يُحاصرها.وقد صَرَّح الرئيسُ الأمريكيُّ السابق جورج بوش الابن في ثلاثِ مؤتمراتٍ صحفيةٍ في البيت الأبيض بتاريخ 11/6 و2/9 و 11/10 من العام 2006 قائلا يريدونَ إقامةَ دولةِ الخلافة كدولةِ حُكْم ويريدون نشرَ عقيدتهم من اندونيسيا إلى إسبانيا.

أما رامز فيلد وزير الدفاع الأمريكي السابق فقد قال في تعقيبٍ لهُ في جامعة جون هوبكنز بتاريخ 5/12/2005 ستكونُ العراقُ بمثابةِ القاعدةِ للخلافةِ الإسلاميةِ الجديدة التي ستمتدُّ لتشملَ الشرقَ الأوسطَ وتُهَدِدُّ الحكوماتِ في أوروبا وأفريقيا وآسيا. وفي حفلِ توديعِِه مِنْ مَنصِبة قالَ رامز فيلد إنهم يريدونَ الإطاحةَ وزعزعةَ أنظمةِ الحكمِ الإسلاميةِ المعتدلةِ وإقامة دولة الخلافة، ريتشارد ميرز قائدُ التحالفِ الصليبي في العراق في 31/06/2006 صرحَ قائلاً إنَّ الخطرَ الحقيقي والأعظمَ على أمنِ الولاياتِ المتحدةِ هو التطرفُ الذي يسعى لإقامةِ دولةِ الخلافةِ كما كانت في القرن السابع الميلادي، وإن هذا التطرفَ ينتشرُ في أماكنَ أكثَرَ من العراقِ بكثير، وينتشرُ بالعراق ويحرضُ على الأعمالِ الماديةِ ضد أمريكا في العراق. هذا وكانت صحيفة نيويورك تايمز في العام 2005 قالت أن أصحابَ الصلاحيةِ في أدارة بوش باتوا يتداولونَ كلمةَ الخلافةِ في الآونةِ الأخيرةِ كالعلكة، كناية عن القلقِ الذي تشكلهُ هذه الدولة، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير تحدثَ أمامَ المؤتمرِ العامِّ لحزبِ العمالِ في 16/07/2005 فقال إننا نجابهُ حركةً تسعى لإزالةِ إسرائيلَ وإخراجِ الغربِ من العالمِ الإسلامي وإقامةِ دولةٍ إسلاميةٍ واحدةٍ تُحَكِّمُ الشريعةَ الإسلاميةَ في العالمِ الإسلاميِّ عن طريقِ إقامةِ الخلافة.

وفي شهرِ سبتمبر من العام 2005 صرَّحَ أيضاً قائلاً خروجُنا من العراقِ الآن سيؤدي إلى ظهورِ دولةِ الخلافةِ في الشرق الأوسط. أستاذُ القانون بجامعة هارفارد نوح فيلدمان يؤكد في كتابة "سقوط وصعود الدولة الإسلامية" أن الصعودَ الشعبيُّ للشريعةِ الإسلاميةِ مرةً أخرى في العصر الحالي رغم سقوطها سابقاً سيؤدي إلى خلافةٍ إسلاميةٍ ناجحة، نعمان حنيف نشر على موقع الشاشةِ الإعلامية العالميةِ دراسةً متأنيةً ونظرةً ثابتةً ورؤيةً مستقبلية، بعنوان "الخلافةُ:تحدي الإسلام للنظام العالمي" تَعّرضَ فيها لما سيؤول إليه الصراع بين الغرب والإسلام، والذي سيصل بنظرة إلى نتيجة واحدة هي إنه ليس لدى الغربِ سوى خيارٌ واحدٌ هو حتميةُ دولة الخلافة. جاي تولسون في العام 2008 كتب مقالاً بعنوان "حتميةُ المصالحةِ مع دولةِ
الخلافة الخامسة" بحثَ فيه الدوافع وراء الجهود المبذولةِ لاستعادةِ الخلافة ويَتَضَمَّنُ المقالُ دراسةً للخلافة وواقعها، وانتهى المقالُ إلى نتيجةِ حتميةِ المصالحة مع دولةِ الخلافة الخامسة. وفي العام 2010 مقال جون شيا الصحفيُّ الأمريكيُّ ورئيسِ تحريرِ مجلةِ America Reports المعنون بـ"الحربِ ضدَّ الخلافة" والذي تتضمنَ رسالةً موجهةً من الصحفيِّ شيا إلى الرئيسِ الأمريكي أوباما قائلاً " الحقيقةُ الجليَّةُ هي أنَّهُ لا يستطيعُ أيُّ جيشٍ في العالم، ولا أيَّةُ قوَّةٍ عسكريَّةٍ - مهما بلغت درجةُ تسليحها - أن تهزمَ فكرة،.يجبُ أن نُقرَّ بأنَّنا لا نستطيع ٌأن نحرق قادةَ هذه الفِكْرة في كلّ بلاد الشَّرق الأوسط، ولا أن نحرق كتُبَها، أو ننشر أسرارها؛ ذلك لأنَّ هناك إجماعًا بين المسلمينَ على هذه الفكرة. إنَّ الشرقَ الأوسطَ يُواجهُ اليوم القوَّةَ الاقتصاديَّة الموحَّدة للدُّول الأوربيَّة، هذا صحيح، لكن عليْنا أن نَعرِِفَ أنَّه في الغَدِ سيواجهُ الغربُ القوَّةَ الموحَّدةَ لدولةِ الخلافة الخامسة. ليسمح لي سيادة الرئيس "أوباما" أن أُبدي إليه بعض الملاحظات الهامَّة.

سيدي الرَّئيس: إنَّ المعركةَ بين الإسلامِ والغرْبِ معركةٌ حتميَّةٌ لا يمكن تجنُّبها، وهي ذاتُ تاريخٍ قديم، ولا بدَّ أن نضعَ حدًّا لهذا الصراع، وليسَ أمامَنا إلاَّ أن نَدخُلَ في مفاوضاتِ سلامٍ مع الإسلام. إني أتوقَّعُ أن يُخْبرَكَ البعضُ بأنَّهُّ من المستبعدِ تمامًا أن ندخُلَ في مفاوضاتٍ مع عدوٍّ متخيَّلٍ اسمه "الخلافة الخامسة"، لكنَّهُ يجِبُ عليك كقائدٍ عسكريٍ وأنت تصوغُ سياستكَ في التعامُلِ مع الإسلام أن تعترِفَ بسخافةِ الادِّعاء بأنَّ الإسلامَ منقسمٌ على نفسه، وأنْ تَعْترِفَ كذلك بأنَّ توحيدَ بلادِ الإسلامِ تحتَ إمرةِ قائدٍ كاريزميٍّ أمرٌ محتمل.انتهى كلام شيا.

وهنا لا بد أن نتساءلَ جميعُنا السؤالَ التالي: لماذا يَطْلُبُ هذا الصحفيُّ من أوباما التفاوُضَ مع دولةِ
الخلافة قبلَ ظُهورها، أيّْ ما الذي رآهُ هذا الصحفيُّ حتى يَنصَحَ رئيسَهُ هذهِ النصيحة؟؟؟ وأخيراً في 17/05/2010 نشرت صحيفة" ذي نيشن" تعليقاً على مقابلة للجنرال ريتشارد دنّات، تحت عنوان "الحربُ الأفغانية حربٌ على الإسلام"، حيث ذُكر أنّ قائدَ القواتِ البريطانيةِ السابق -الذي تقاعد حديثاً وعُيّن مستشاراً للدفاع ضمن رئاسة رئيس الوزراء البريطاني الجديد "ديفيد كامرون" أَكَدَّ على أنّ الحربَ في أفغانستان حربٌ على الإسلام، وذلكَ في مقابلةٍ لهُ على راديو بي بي سي عندما سُئل عن استمرارِ بريطانيا في احتلال أفغانستان، قال الجنرال ريتشارد دنّات: هناك أجندةٌ إسلاميةٌ والتي إن لم نتعرض لها ونواجهَهَا في جنوبِ أفغانستان أو في أفغانستان أو جنوب آسيا، فإنّ تأثيرَها سوف ينمو وينتشر. وقال: يمكننا أن نَراها تتحركُ من جنوب آسيا إلى الشرق الأوسط إلى شمال أفريقيا حتى تصل إلى العصرِ الذهبي للخلافةِ الإسلامية في القرنِ الرابع عشر والخامس عشر.

وقال : بصراحة، إذا تبنى المسلمونَ الأفكارَ السياسيةَ في الإسلامِ ونظامِ حكم الخلافة، فإنّه سيكونُ غيرَ مقبول، وسيكونُ الردُّ العسكريُّ من
قبل بريطانيا مُبرَّراً ، وأضاف، لا يوجد لدينا مشكلة مع المسلمينَ في صلاتهم أو في إقامةِ الشعائرِ الدينية، ما داموا مستسلمين وخاضعين للحياة السياسية والقيم الغربية .

الأخوة الحضور:-
بعد كلِّ ما تقدم فإنهُ من السذاجةِ والجهلِ ذلكَ الرأيُ القائلُ بأنَّ
الخلافة مجردَ حُلمٍ أو أنها ليست بفكرةً واقعية أو دولة قد عفا عليها الزمن، لأن التغيراتِ التي طرأت على وضعِ الأمةِ الإسلامية كأمةٍ واحدة، وحركةِ الشعوبِ والأممِ في البلدانِ الإسلاميةِ المختلفة، هي التي دفعت الساسةَ الغربيينَ للتصريحِ بخطرَ قيامِ الخلافةِ، وهوَ الدافعُ وراءَ رسمِ الإستراتيجياتِ المختلفةِ لإفشالِ مشروع الخلافة، وهو الدافعُ أيضاً وراءَ أجراءِ هذا الكَمِ الهائلِ من الدراسات والأبحاث حولَ دولةِ الخلافة، ومما لا شكَّ فيه إن وراءَ كلِّ تصريحٍ لسياسيٍ غربيٍ واقعٌ ملموسٌ للمصرحِ به، ووراء كل إستراتيجيةٍ تُرسَمُ لإفشالِ مشروعِ الخلافةِ عملٌ أكبرُ على أرضِ الواقعِ لهذا المشروع النهضوي، ووراءَ كل دراسةٍ أو بحثٍ حولَ دولةِ الخلافةِ واقعٌ مشخصٌ على الأرضِ لهذهِ الدراسةِ أو ذلك البحث.

أيها الأخوة الحضور:-
لقد وضعَ الغربُ وخاصةً أميركا عدة أعمالٍٍ واستراتيجياتٍ من أجلِ إفشالِ مشروعِ الخلافة، فكانَ إعلانُ الحربِ على الإسلام تحت مسمى( الحرب على الإرهاب) فكانت حرباً صليبيةً كما أعلنها كبيرهم، ثم كان التدخُلُ العسكريُّ في البلدان الإسلاميةِ فاحتُلتِ أفغانستان ثم العراق واستُعملت جيوشُ الأمة من أجل ضَربِ الأمة كما يحصل في الباكستان، كما عَمِلَ الغربُ على تقسيمِ التجمعاتِ السكانيةِ الإسلامية الكبيرة وأوجدَت لها المشاكلَ المحليةَ حتى تُلهى الأمةُ عن قضيتها المصيرية فقسمت السودان وأوجدتْ له مشاكلَ الشمالِ والجنوبِ وبترتْ تيمورَ الشرقية من اندونيسيا وأحدثت النعرات الانفصالية فيها كأقليم أتشيه وجزر الملوك وأريانا كذلك شغلتْ بنغلادش بقضايا محلية، وفي آسيا الوسطى تسلطت دولُ الغرب عن طريقِ عملائِها الحكامِ هناك ففتكت بالمسلمينَ كما حصل ويحصل في أوزبكستان وطاجيكسات وكازاخستان فروعت الأطفالَ واغتصبت النساءَ وقتلت الرجالَ، خوفاً من انبعاثِ الخلافةِ من هناك.

وفي منطقة الشرقِ الأوسط يسعى الغربُ على تركيزِ الضغوطِ على المنطقةِ من ناحيةٍ سياسيةٍ واقتصاديةٍ واجتماعية، من خلال العملاءِ والمشاريعَ المشبوهة، وزيادة المديونية لدولَ المنطقة، عن طريق المؤسسات المالية العالمية، وطبعاً من خلالِ كيانِ يهود الذي زُرعَ كخنجرٍ في خاصرةِ الأمةِ الإسلامية. وهناكَ إستراتيجيةٌ جديدةٌ يجب التنبيهُ لها، وهي تحصينُ الأنظمةِ العميلةِ التابعةِ للغربِ بالتعدديةِ الديمقراطية، وإشراكُ ما يسمى الإسلامَ المعتدلَ في الحكم، فعملت على أجراءِ الانتخاباتِ في العراقِ وأفغانَستانَ وتركيا والصومال وفلسطين، وتمارسُ ضغوطها على مصرَ وسوريا والسعودية، من أجلِ إجراءِ الانتخاباتِ وإشراكِ الإسلام المعتدل في الحكم، آملة إن تعملَ هذه التعدديةُ المزخرفةُ بالإسلامِ المعتدل على منعِ سقوطِ الأنظمةِ العميلةِ واستمرارِها في حكمِ الأمةِ الإسلامية وتضليلها.

أيها الأخوة:-
أوردتْ صحيفةُ الواشنطن بوست في آذار عام 2009 أن ديفيد كولن مستشارَ قائدِ القيادةِ المركزيةِ الأمريكيةِ قال "يوجد في الباكستان 173 مليون نسمة، و100 رأس نووي، وجيشٌ أكبرَ من الجيش الأمريكي، وقد وصلنا إلى مرحلةٍ حيثُ يمكنُ رؤيةُ انهيارِ النظامِ الباكستانيِّ خلال ستةِ أشهر، وقد أعربت هيلاري كلينتون عن قلقها من العملِ للخلافة في الباكستان، هذا وقد قام حزب التحرير في 9/5/2010 بتوجيه نداءٍ من باكستان إلى الجيوشِ الإسلاميةِ وبشكلٍ خاص الجيشَ الباكستاني طالباً منه وعلى الملأ وبحركة فريدة لم يسبق لها مثيل، النصرةَ وإقامةَ الخلافةِ الإسلامية، وهنا يبرز التساؤل التالي ماذا إذا حصل انهيار الدولة الباكستانية كما هو متوقع وقامت على أنقاضها خلافة عالمية بقوة 100 رأس نووية؟؟؟ سؤال يجب أن يحرك أذهان جميع الحاضرين.

أيها الأخوة الحضور:-
أخيرًا أقول:-
إننا نحب الخير لنا ولكم، فقد أخرجَ البخاري عن إنسٍ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال "لا يؤمنُ أحدُكم حتى يُحبَّ لأخيه ما يُحُّب لنفسه" فنحن نُحبُّ أن تشاركونا هذا الفضل العظيم، بالعمل لإقامة
الخلافة فهي فرضُ رَبِّكم وَمَبعَثُ عزكم وقاهرةُ عدوكم. لذلك فإننا لا نريدُ أن نقول آزرونا أو أنصرونا وأعينونا فحسب بل نقولُ أعملوا معنا وشاركونا هذا الخير، فإننا مطمئنون بنصرِ الله وعونه، وقربِ بزوغِ فجرِ الخلافة من جديد، وإنَّ عزَّ الإسلامِ والمسلمين بإذن الله ليس عنا ببعيد، وإن هذا لكائنٌ بإذن الله مصداقاً لوعده سبحانَهُ لعبادة الصالحين. قال تعالى ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ (النور:55)